التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَأَخِيهِ} (12)

ويود - أيضا - لو يفتدى نفسه ب { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } أى : بزوجته التى هى أحب الناس إليه ، وبأخيه الذى يستعين به فى النوائب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَأَخِيهِ} (12)

{ المجرم } في هذه الآية الكافر بدليل شدة الوعد وذكر { لظى } وقد يدخل مجرم المعاصي فيما ذكر من الافتداء ، وقرأ جمهور الناس : «يومئذ » بكسر الميم ، وقرأ الأعرج بفتحها ، ومن حيث أضيف إلى غير متمكن جاز فيه الوجهان . وقرأ أبو حيوة «من عذابٍ » منوناً «يومَئذ » مفتوح الميم ، والصاحبة : هنا الزوجة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَأَخِيهِ} (12)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وصاحبته} يعني امرأته {وأخيه}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: يودّ الكافر يومئذٍ ويتمنى أنه يفتدى من عذاب الله إياه ذلك اليوم ببنيه وصاحبته، وهي زوجته، وأخيه، وفصيلته وهم عشيرته،

"التي تؤويه"، يعني التي تضمه إلى رحله، وتنزل فيه امرأته، لقربة ما بينها وبينه، وبمن في الأرض جميعا من الخلق، ثم ينجيه ذلك من عذاب الله إياه ذلك اليوم. وبدأ جلّ ثناؤه بذكر البنين، ثم الصاحبة، ثم الأخ، إعلاما منه عباده أن الكافر من عظيم ما ينزل به يومئذٍ من البلاء يفتدي نفسه، لو وجد إلى ذلك سبيلاً بأحبّ الناس إليه، كان في الدنيا، وأقربهم إليه نسبا. عن قتادة، قوله: "يَوَدّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وأخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الّتِي تُؤْوِيه "الأحبّ فالأحبّ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته لشدائد ذلك اليوم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه} {وصاحبته وأخيه} {وفصيلته التي تؤويه} {ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه} ففي هذا أن يستقبلهم في ذلك اليوم هول وفزع لم يكن بمثله عهد في الدنيا، ولا كان خطر ببالهم ذلك، لأن المرء لا يبلغ به الهول في الدنيا مبلغا يود أن يفتدي به ببنيه وصاحبته وأخيه وأقربائه وجميع من في الأرض. فيكون فيه إخبار عن شدة هول ذلك اليوم ليحمل الناس على الإنابة إلى الله تعالى والانتهاء عما هم عليه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما ذكر ألصق الناس بالفؤاد وأعز من يلزمه لنصره والذب عنه، أتبعه ما يليه في الرتبة والمودة وما الافتداء به لا سيما عند العرب من أقبح العار فقال: {وصاحبته} أي زوجته التي يلزمه الذب عنها والكون دائماً معها لكونها عديلة روحه في الدنيا. ولما ذكر الصاحبة لما لها من تمام الوصلة، أتبعها الشقيق الذي لا يلزم من الذب عنه ما يلزم من الذب عن الحريم وربما كان مبايناً، فقال: {وأخيه}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 11]

وإنهم ليعرضون بعضهم على بعض (يبصرونهم) كأنما عمدا وقصدا! ولكن لكل منهم همه، ولكل ضمير منهم شغله. فلا يهجس في خاطر صديق أن يسأل صديقه عن حاله، ولا أن يسأله عونه. فالكرب يلف الجميع، والهول يغشى الجميع.. فما بال (المجرم)؟ إن الهول ليأخذ بحسه، وإن الرعب ليذهب بنفسه، وإنه ليود لو يفتدي من عذاب يومئذ بأعز الناس عليه، ممن كان يفتديهم بنفسه في الحياة، ويناضل عنهم، ويعيش لهم.. ببنيه. وزوجه. وأخيه، وعشيرته القريبة التي تؤويه وتحميه. بل إن لهفته على النجاة لتفقده الشعور بغيره على الإطلاق، فيود لو يفتدي بمن في الأرض جميعا ثم ينجيه.. وهي صورة للهفة الطاغية والفزع المذهل والرغبة الجامحة في الإفلات! صورة مبطنة بالهول، مغمورة بالكرب، موشاة بالفزع، ترتسم من خلال التعبير القرآني الموحي.