إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَأَخِيهِ} (12)

{ يُبَصَّرُونَهُمْ } أي يُبصِرُ الأحماءُ الأحماءَ فلا يخفَونَ عليهم وما يمنعُهُم من التساؤلِ إلا تشاغلُهُم بحالِ أنفسِهِم ، وقيلَ ما يُغني عنهُ من مشاهدةِ الحالِ كبياضِ الوجهِ وسوادِهِ ، والأولُ أدخلُ في التهويلِ . وجمعَ الضميرينِ لعمومِ الحميمِ . وقُرِئَ يبصِرُونَهُمْ ، والجملةُ استئنافٌ { يَوَدُّ المجرم } أي يتمنَّى الكافرُ وقيلَ كلُّ مذنبٍ . وقولُهُ تعالَى : { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } أي العذابَ الذي ابتلُوا بهِ يومئذٍ .{ بِبَنِيهِ * وصاحبته وَأَخِيهِ } حكايةٌ لودادتِهِم . ولوُ في مَعْنَى التمنِّي ، وقيلَ هي بمنزلةِ أنِ الناصبةِ فلا يكونُ لها جوابٌ وينسبكُ منهَا وممَّا بعدَها مصدرٌ يقعُ مفعولاً ليودُّ والتقديرُ يودُّ افتداءَهُ ببنيهِ الخ . والجملةُ استئنافٌ لبيانِ أنَّ اشتغالَ كلِّ مجرمٍ بنفسِهِ بلغَ إلى حيثُ يتمنَّى أن يفتدي بأقربِ الناسِ إليهِ وأعلقِهِم بقلبِهِ فضلاً أن يهتمَّ بحالِهِ ويسألَ عَنْهَا . وقُرِئَ يومَئذٍ بالفتحِ على البناءِ للإضافةِ إلى غيرِ متمكنٍ ، وبتنوينِ عذابٍ ونصبِ يومئذٍ وانتصابُهُ بعذابٍ لأنَّه في مَعْنَى تعذيبٍ .