التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

وقوله : { والناشرات نَشْراً } أى : وحق الرياح التى تنتشر انتشارا عظيما فى الآفاق ، فتأتى بالسحب ، التى تتحول بقدرة الله - تعالى - إلى أمطار غزيرة نافعة .

قال ابن كثير - بعد أن ذكر آراء العلماء فى معنى هذه الألفاظ - : والأظهر أن المرسلات هى الرياح ، كما قال - تعالى - : { وَأَرْسَلْنَا الرياح لَوَاقِحَ . . . } وقال - سبحانه - : { وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } وهكذا العاصفات هى الرياح ، يقال : عصفت الريح إذا هبت بتصويت ، وكذا { والناشرات } : هى الرياح التى تنشر السحاب فى آفاق السماء كما يشاء الرب - عز وجل - .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

واختلف الناس في قولهم { والناشرات } فقال مقاتل والسدي هي الملائكة تنشر صحف العباد بالأعمال ، وقال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تنشر رحمة الله ومطره ، وقال بعض المتأولين : { الناشرات } الرمم الناشرات في بعث يوم القيامة يقال نشرت الميت ، ومنه قول الأعشى : [ السريع ]

يا عجباً للميت الناشر{[11543]}*** وقال آخرون : { الناشرات } التي يجيء بالأمطار تشبه بالميت ينشر ، وقال أبو صالح : { الناشرات } الأمطار التي تحيي الأرض ، وقال بعض المتأولين : { الناشرات } طوائف الملائكة التي تباشر إخراج الموتى من قبورهم للبعث فكأنهم يحيونهم .


[11543]:هذا عجز بيت قاله الأعشى من قصيدته التي يهجو فيها علقمة بن علاثة ويمدح عامر ابن طفيل في المنافرة التي جرت بينهما، والبيت بتمامه مع بيت قبله: لو أسندت ميتا إلى نحرها عاش ولم ينقل إلى قابر حتى يقول الناس مما رأوا: يا عجبا للميت الناشر والشاهر أن الناشر بمعنى الحي، يقال: نشر الله الميت: أحياه، والبيت في الديوان، واللسان، وقد سبق الاستشهاد به.