التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

ثم وصفهم - سبحانه - بصفات كريمة أخرى فقال : { والذين يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدين } والتصديق بيوم الدين معناه : الإِيمان الجازم باليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وجزاء .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

وقوله : { وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي : يوقنون بالمعاد والحساب والجزاء ، فهم يعملون عمل من يرجو الثواب ويخاف العقاب ؛

ولهذا قال : { وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

و { يوم الدين } هو يوم القيامة ، سمي بذلك لأنه يوم المجازاة ، و { الدين } : الجزاء كما تقول العرب :

كما تدين تدان{[11329]}*** ومنه قول الفند الزماني : [ الهزج ]

ولم يبق سوى العدوا*** ن دنّاهم كما دانوا{[11330]}


[11329]:هذا مثل معروف ، ومعناه: كما تجازي الناس تجازى منهم، يعني: إن فعلت حسنا كان جزاؤك من الناس حسنا، وإن فعلت سيئا كان جزاؤك سيئا، ويجوز أن يجري كلا الأمرين على الجزاء، أي: كما تجازي أنت الناس على صنيعهم معك كذلك تجازى على صنيعك معهم، قال خويلد بن نوفل الكلابي بخاطب الحارث بن أبي شمر الغساني وكان قد اغتصب ابنته: يأيها الملك المخوف أما ترى ليلا وصبحا كيف يختلفان؟ هل تستطيع الشمس أن تأتي بها ليلا وهل لك بالمليك يدان؟ يا جار أيقن أن ملكك زائل واعلم بأن كما تدين تدان ونلاحظ أن في البيت الأخير إقواء.
[11330]:الفند الزماني اسمه شهل بين شيبان بن ربيعة بن زمان، والفند: القطعة من الجبل،وهو واحد من فرسان ربيعة المعدودين، والبيت من قصيدة قالها في حرب البسوس، وأورد أبو تمام من أولها في الحماسة، وهو أيضا في خزانة الأدب للبغدادي وفي المغني، ومن أبيات هذه القصيدة: صفحنا عن بني ذهل وقلنا: القوم إخوان فلما صرح الشر فأضحى وهو عريان ولم يبق سوى العدوا ن دناهم كما دانوا يقول: عفونا عنهم، فلما انكشفت حقيقتهم وظهر الشر واضحا لم يبق أمامنا إلا أن نقاتلهم ونعتدي عليهم كما اعتدوا علينا.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

والتصديق بيوم الدين هو الإِيمان بوقوع البعث والجزاءِ ، و { الدينُ } : الجزاء . وهذا الوصف مقابل وصف الكافرين بقوله : { إنهم يرونه بعيداً } [ المعارج : 6 ] .

ولما كان التصديق من عمل القلب لم يتصور أن يكون فيه تفاوت أُتي بالجملة الفعلية على الأصل في صلة الموصول ، وأوثر فيها الفعل المضارع لدلالته على الاستمرار .