التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{يَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (11)

وقوله - سبحانه - : { يَغْشَى الناس } صفة ثانية للدخان ، والمراد بهم كفار مكة وأمثالهم ممن أصابه الجوع والبلاء .

أى : ارتقب - أيها الرسول الكريم - يوم تأتى السماء لهؤلاء المشركين بعذاب من صفاته أنه عذاب واضح ، يحسونه بحواسهم ، ويشعرون به شعورا جليا ، ومن صفاته كذلك أنه يحيط بهم من كل جوانبهم ، ويجعلهم يتضعرون إلينا ويقولون : { هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أى : شديد ألمه ، وعظيم هوله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (11)

{ يَغْشَى النَّاسَ } أي : يتغشاهم ويَعُمهم{[26190]} ، ولو كان أمرا خياليًّا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه : { يَغْشَى النَّاسَ }

وقوله : { هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا ، كقوله تعالى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ الطور : 13 ، 14 ] ، أو يقول بعضهم لبعض ذلك .


[26190]:- (5) في أ: "ويغمهم".