التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (17)

وقوله - سبحانه - : { اذهب إلى فِرْعَوْنَ . . . } مقول لقول محذوف ، أى : ناديناه وقلن له : { اذهب } يا موسى إلى فرعون إنه طغى ، أى : إنه تجاوز كل حد فى الكفر والغرور والعصيان .

وفرعون : لقب لكل ملك من ملوك مصر فى ذلك الزمان ، وقد قالوا إن فرعون الذى أرسل الله - تعالى - إليه موسى - عليه السلام - هو منفتاح بن رمسيس الثانى .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (17)

ومن ثم يبادر السياق بحكاية أمر التكليف الإلهي لموسى ، عقب ذكر النداء بالوادي المقدس طوى : ( اذهب إلى فرعون . إنه طغى . فقل : هل لك إلى أن تزكى ! وأهديك إلى ربك فتخشى ? ) . .

( اذهب إلى فرعون . إنه طغى ) . . والطغيان أمر لا ينبغي أن يكون ولا أن يبقى . إنه أمر كريه ، مفسد للأرض ، مخالف لما يحبه الله ، مؤد إلى ما يكره . . فمن أجل منعه ينتدب الله عبدا من عباده المختارين . ينتدبه بنفسه سبحانه . ليحاول وقف هذا الشر ، ومنع هذا الفساد ، ووقف هذا الطغيان . . إنه أمر كريه شديد الكراهية حتى ليخاطب الله بذاته عبدا من عباده ليذهب إلى الطاغية ، فيحاول رده عما هو فيه ، والإعذار إليه قبل أن يأخذه الله تعالى نكال الآخرة والأولى !

ذهب إلى فرعون . إنه طغى . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (17)

وقوله تعالى : { اذهب إلى فرعون } تفسير النداء الذي ناداه به ، ويحتمل أن يكون المعنى قال { اذهب } وفي هذه الألفاظ استدعاء حسن ، وذلك أنه أمر أن يقول به : { هل لك أن تزكى } وهذا قول جواب كل عاقل عنده نعم أريد أن أتزكى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (17)

وجملة { اذْهب إلى فرعون } بيان لجملة { ناداه ربه } .

وجملة { إنه طغى } تعليل للأمر في قوله : { اذهب } ، ولذلك افتتحت بحرف ( إنَّ ) الذي هو للاهتمام ويفيد مُفاد التعليل .

والطغيان إفراط التكبر وتقدم عند قوله { للطاغين مئاباً } في سورة النبأ ( 22 ) .

وفرعون : لقب ملك القِبط بمصر في القديم ، وهو اسم معرَّب عن اللغة العبرانية ولا يعلم هل هو اسم للمَلك في لغة القِبط ولم يُطلقه القرآن إلا على ملك مصر الذي أرسل إليه موسى ، وأُطلقَ على الذي في زمن يوسف اسم المَلِك ، وقد تقدم الكلام عليه عند قوله تعالى : { ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه } في سورة الأعراف ( 103 ) .