التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

وبعد أن أثبت - سبحانه - أن البعث حق ، أتبع ذلك بإثبات وحدانيته ، وإبطال ما يعزمون له - تعالى - من الولد والشريك . فقال : { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ . . . } .

قوله - سبحانه - { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بالحق . . . } إضراب عن قول أولئك الكافرين { إِنْ هاذآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين } أى : ما كان ما أخبرناهم به من أن هناك بعثاً وحساباً ، أساطير بالأولين بل أخبرناهم وأتيناهم بالحق الثابت ، والوعد الصادق ، وإنهم لكاذبون فى دعواهم أن البعث غير واقع ، وأن مع الله - تعالى - آلهة أخرى ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجئهم بالحق الذى يريدونه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

53

وفي اللحظة المناسبة لتقرير حقيقة ما جاءهم به الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] من التوحيد ، وبطلان ما يدعونه من الولد والشريك . . في اللحظة المناسبة بعد ذلك الجدل يجيء هذا التقرير :

بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون . ما اتخذ الله من ولد ، وما كان معه من إله . إذن لذهب كل إله بما خلق ، ولعلا بعضهم على بعض . سبحان الله عما يصفون . عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون .

يجيء هذا التقرير في أساليب شتى . . بالإضراب عن الجدل معهم ، وتقرير كذبهم الأكيد : ( بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ) .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

{ بل أتيناهم بالحق } من التوحيد والوعد بالنشور . { وإنهم لكاذبون } حيث أنكروا ذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

المعنى ليس الأمر كما يقولون من نسبتهم إلى الله تعالى ما لا يليق به { بل آتيناهم } وقرأ ابن أبي إسحاق «بل آتيناك » على الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم ، { ولكاذبون } يراد فيما ذكروا الله تعالى به من الصاحبة والولد والشريك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{بَلۡ أَتَيۡنَٰهُم بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (90)

إضراب لإبطال أن يكونوا مسحورين ، أي بل ليس الأمر كما خيل إليهم . فالذي أتيناهم به الحق يعني القرآن . والباء للتعدية كما يقال : ذهب به أي أذهبه . وهذا كقوله آنفاً { بل أتيناهم بذكرهم } [ المؤمنون : 71 ] .

والعدول عن الخطاب من قوله { فأنى تسحرون } [ المؤمنون : 89 ] إلى الغيبة التفات لأنهم الموجه إليهم الكلام في هذه الجملة . والحق هنا : الصدق فلذلك قوبل بنسبتهم إلى الكذب فيما رموا به القرءان من قولهم { إن هذا إلا أساطير الأولين } [ المؤمنون : 83 ] وفي مقابلة الحق ب { كاذبون } محسن الطباق .

وتأكيد نسبتهم إلى الكذب ب ( إن ) واللام لتحقيق الخبر .

وقد سُلكت في ترتيب هذه الأدلة طريقة الترقي ؛ فابتدىء بالسؤال عن مالك الأرض ومن فيها لأنها أقرب العوالم لإدراك المخاطبين ، ثم ارتقي إلى الاستدلال بربوبية السماوات والعرش ، ثم ارتقي إلى ما هو أعم وأشمل وهو تصرفه المطلق في الأشياء كلها ولذلك اجتلبت فيه أداة العموم وهي ( كل ) .