التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطِۭ بِٱلنُّذُرِ} (33)

وجاءت بعد قصة قوم صالح ، قصة قوم لوط - عليهما السلام - فقال - تعالى - : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ . . . } .

قصة لوط - عليه السلام - قد وردت فى سور متعددة ، منها : سورة الأعراف ، وهود ، والشعراء ، والنمل ، والعنكبوت . . .

ولوط - عليه السلام - هو - على الراجح - ابن أخى إبراهيم - عليه السلام - ، وكان قد آمن به وهاجر معه إلى أرض الشام ، فبعثه الله - تعالى - إلى أهل سدوم . وهى قرية بوادى الأردن وكالوا يأتون الفواحش التى لم يسبقهم إليها أحد .

وقوله - تعالى - : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بالنذر } أى : كذبوا بالإنذارات والتهديدات التى هددهم بها نبيهم لوط ، إذا لم يستجيبوا لإرشاداته وأمره ونهيه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطِۭ بِٱلنُّذُرِ} (33)

ثم يرفع الستار عن حلقة جديدة تالية - بعد ذلك - في التاريخ ، في محيط الجزيرة العربية كذلك :

( كذبت قوم لوط بالنذر . إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر . نعمة من عندنا . كذلك نجزي من شكر . ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر . ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر . ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر . فذوقوا عذابي ونذر . ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? ) . .

وقصة قوم لوط وردت مفصلة في مواضع أخرى . والمقصود بعرضها هنا ليس هو تفصيلاتها ، إنما هي العبرة من عاقبة التكذيب ، والأخذ الأليم الشديد . من ثم تبدأ بذكر ما وقع منهم من تكذيب بالنذر : ( كذبت قوم لوط بالنذر ) . . وعلى إثر هذه الإشارة يصف ما نزل بهم من النكال :