التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (74)

ثم بين - سبحانه - شمول علمه لكل شىء فقال : { وَإِنَّ رَبَّكَ } - أيها الرسول الكريم - { لَيَعْلَمُ } علما تاما { مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } أى : ما تخفيه وتستره صدورهم من أسرار ، ويعلم - أيضا - { وَمَا يُعْلِنُونَ } أى : ما يظهرونه من أقوال وأفعال .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (74)

59

( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ) . .

وهو يمهلهم ويؤخر العذاب عنهم ، مع علمه بما تكنه صدورهم وما تعلنه ألسنتهم وأفعالهم . فهو الإمهال عن علم ، والإمهال عن فضل . وهم بعد ذلك محاسبون عما تكن صدورهم وما يعلنون .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (74)

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } أي : يعلم السرائر والضمائر ، كما يعلم الظواهر ، { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } [ الرعد : 10 ] ، { يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } [ طه : 7 ] ، { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } [ هود : 5 ] .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (74)

وقرأ جمهور الناس ، «تُكن » من أكن وقرأ ابن محيصن وابن السميفع «تكن » من كن وهما بمعنى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (74)

موقع هذا موقع الاستئناف البياني لأن قوله { وإن ربّك لذو فضل على الناس } [ النمل : 73 ] يثير سؤالاً في نفوس المؤمنين أن يقولوا : إن هؤلاء المكذبين قد أضمروا المكر وأعلنوا الاستهزاء فحالهم لا يقتضي إمهالهم ؟ فيجاب بأن الذي أمهلهم مطلع على ما في صدورهم وما أعلنوه وأنه أمهلهم مع علمه بهم لحكمة يعلمها .

وفيه إشارة إلى أنهم يكنون أشياء للنبيء صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ، منها : أنهم يتربصون بهم الدوائر ، وأنهم تخامر نفوسهم خواطر إخراجه وإخراج المؤمنين . وهذا الاستئناف لما كان ذا جهة من معنى وصف الله بإحاطة العلم عطفت جملته على جملة وصف الله بالفضل ، فحصل بالعطف غرض ثان مهم ، وحصل معنى الاستئناف البياني من مضمون الجملة .

وأما التوكيد ب { إن } فهو على نحو توكيد الجملة التي قبله . ولكَ أن تجعله لتنزيل السائل منزلة المتردد وذلك تلويح بالعتاب .

و { تكن } تخفي وهو من ( أكن ) إذا جعل شيئاً كانّاً ، أي حاصلاً في كن . والكنّ : المسكن . وإسناد { تكن } إلى الصدور مجاز عقلي باعتبار أن الصدور مكانه . والإعلان : الإظهار .