التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (98)

ثم رهب الله - تعالى - عباده من عقابه ؛ ورغبهم في ثوابه فقال : { اعلموا أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب وَأَنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .

أي : اعلموا - أيها الناس - أن الله شديد العقاب لمن انتهك حرماته ، وتجاوز حدوده وأنه - سبحانه - واسع المغفرة والرحمة لمن أطاعه وتاب إليه توبة صادقة .

وفي تصدير الآية الكريمة بفعل الأمر { اعلموا } تنبيه شديد إلى أهمية ما سيلقى عليهم من أمر أو نهي ، حتى يستقر في قلوبهم ، ويرسخ في نفوسهم ، فيسهل عليهم تنفيذه .

وجمع - سبحانه - بين الترهيب والترغيب ، حتى يكون المؤمن بين الرجاء والخوف ، فلا يقنط من رحمة الله ولا يجترئ على ارتكاب ما يغضبه - سبحانه

وبعد هذا الترغيب والترهيب بين - سبحانه - وظيفة رسوله صلى الله عليه ولم فقال : { ما عَلَى الرسول إِلاَّ البلاغ والله يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (98)

وينتهي الحديث عن الحلال والحرام في الحل والإحرام بالتحذير صراحة من العقاب مع الإطماع في المغفرة والرحمة :

( اعلموا أن الله شديد العقاب ، وأن الله غفور رحيم ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (98)

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (98)

{ اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم } وعيد ووعد لمن انتهك محارمه ولمن حافظ عليها ، أو لمن أصر عليه ولمن أقلع عنه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (98)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم خوفهم ألا يستحلوا الغارة في حجاج اليمامة، يعني شريحا وأصحابه، فقال: {اعلموا أن الله شديد العقاب} إذا عاقب، {وأن الله غفور رحيم} لمن أطاعه بعد النهى...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اعلموا أيها الناس أن ربكم الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض، ولا يخفى عليه شيء من سرائر أعمالكم وعلانيتها، وهو يحصيها عليكم ليجازيكم بها، شديد عقابه من عصاه وتمرّد عليه على معصيته إياه، وهو غفور الذنوب من أطاعه وأناب إليه فساترٌ عليه وتاركٌ فضيحته بها، رحيم به أن يعاقبه على ما سلف من ذنوبه بعد إنابته وتوبته منها.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

شديد العقاب للأعداء، غفور رحيم للأولياء.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{شَدِيدُ العقاب} لمن انتهك محارمه {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لمن حافظ عليها.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم خوف تعالى عباده، ورجاهم بقوله {اعلموا أن الله}، وهكذا هو الأمر في نفسه حري أن يكون العبد خائفاً عاملاً بحسب الخوف متقياً متأنساً بحسب الرجاء.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

لما ذكر الله تعالى أنواع رحمته بعباده، ذكر بعده أنه شديد العقاب، لأن الإيمان لا يتم إلا بالرجاء والخوف، ثم ذكر عقيبه ما يدل على الرحمة وهو كونه غفورا رحيما وذلك يدل على أن جانب الرحمة أغلب، لأنه تعالى ذكر فيما قبل أنواع رحمته وكرمه، ثم ذكر أنه شديد العقاب ثم ذكر عقيبه وصفين من أوصاف الرحمة وهو كونه غفورا رحيما، وهذا تنبيه على دقيقة وهي أن ابتداء الخلق والإيجاد كان لأجل الرحمة، والظاهر أن الختم لا يكون إلا على الرحمة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{اعلموا أن الله} أي الذي له العظمة كلها الذي نهاه عنها {شديد العقاب} فليكن عباده على حذر منه، وأن من أوقعه في شيء منها القدر، ثم فتح له التوفيقُ بابَ الحذر، فكفر فيما فيه كفارة وتاب، كان مخاطباً بقوله: {وأن} أي واعلموا أن {الله} أي الذي له الجلال والإكرام مع كونه شديد العقاب {غفور رحيم} يقبل عليه ويمحو زلله ويكرمه، فكان اكتناف أسباب الرجاء سابقاً للإنذار ولاحقاً معلماً بأن رحمته سبقت غضبه وأن العقاب إنما هو لإتمام رحمته

تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :

فالآية متضمنة للترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، فهي وعيد لمن كفر وتولى عن العمل بكتاب الله، ووعد لمن آمن به وعمل الصالحات.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي: ليكن هذان العلمان موجودين في قلوبكم على وجه الجزم واليقين، تعلمون أنه شديد العقاب العاجل والآجل على من عصاه، وأنه غفور رحيم لمن تاب إليه وأطاعه. فيثمر لكم هذا العلمُ الخوفَ من عقابه، والرجاءَ لمغفرته وثوابه، وتعملون على ما يقتضيه الخوف والرجاء.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وقد استوفى قوله: {إن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} أقسام معاملته تعالى فهو شديد العقاب لمن خالف أحكامه وغفور لمن تاب وعمل صالحاً. وافتتاح الجملة بلفظ {اعلموا} للاهتمام بالخبر كما تقدّم عند قوله تعالى: {واعلموا أنّكم ملاقوه} في سورة البقرة (223).

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) كان النهي عن قتل الصيد وهم حرم سهلا على نفوس الأتقياء شديدا على نفوس الأشقياء الذين يسيرون وراء أهوائهم وكل أمر ممنوع متبوع، وقد ابتلاهم الله تعالى بالصيد تناله أيديهم ورماحهم، وهو قريبون منه وهو قريب منهم فكان لا بد من شكائم قوية تحكم النفس وتمنعها من الانطلاق وراء إشباع الرغبات، وهي على مقربة منها والإرادة الحازمة المسيطرة على هوى النفس صبر قوى وضبط للنفس، وقد نبه سبحانه إلى العقاب الشديد للمخالف، كما نبه إلى رجاء الرحمة والغفران لكي يكون الصبر على رجاء الله سبحانه وتعالى وخوفه، فيخشى عقابه، ويرجوا رحمته وثوابه...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

أي تيقظوا لأحكام الله، وكونوا طوع ما يريد، فمن يخالف الله فعليه أن يعرف أنه سبحانه وتعالى شديد العقاب. ومن كان يطيع الله فليعلم أنه سبحانه غفور رحيم. وجاء سبحانه بصفة من صفات الجلال لتتقابل مع صفتين من صفات الجمال، فصفة: {شديد العقاب} تتقابل مع صفتي: {غفور رحيم}؛ لأن كل الناس ليسوا أخيارا، وكل الناس ليسوا أشرارا؛ لذلك جاء للأخيار بما يناسبهم من المغفرة والرحمة، وجاء للأشرار بما يناسبهم من شدة العقاب، وغلبت رحمته ومغفرته غضبه وعقابه، ونلحظ أن ذلك من مجيء صفة واحدة من صفات الجلال: {شديد العقاب} ويقابلها صفتان من صفات الجمال وهما: {غفور رحيم}...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وكانت خاتمة هذه الآيات تأكيداً لحالة الانضباط أمام حدود الله، في تعميق الشعور بأن {اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} لمن يتمرّد عليه، {وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لمن يطيعه أو ينيب إليه. فذلك هو الخط الَّذي ينبغي للإنسان أن يسير عليه في حياته، في موقفه من ربِّه، من موقع إرادته واختياره في ما يتحمله من مسؤوليّة نفسه ومصيره،

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ولعل تقديم (شديد العقاب) على (غفور رحيم) إِشارة إلى أنّ عقاب الله الشديد يمكن إطفاؤه بماء التوبة والدخول في رحمة الله وغفرانه.