ولما أنتج هذا كله أنه على كل شيء قدير لأنه بكل شيء عليم ، وكانت هذه الآية - كما تقدم - ناظرةً إلى أول السورة من آية{ لا تحلوا شعائر الله }[ المائدة : 2 ] وما بعدها أتم نظر ، ذكر{[27756]} سبحانه ما اكتنف آية{ حرمت عليكم الميتة }{[27757]}[ المائدة : 3 ] من الوعيد الذي ختم به ما قبلها والوعد الذي ختمت هي به في هذه الآية على ترتيبه ، سائقاً له مساق النتيجة والثمرة لما قبله ، بياناً لأن من ارتكب شيئاً من هذه المنهيات كان حظه ، فقال محذراً ومبشراً لأن الإيمان لا يتم إلاّ بهما : { اعلموا أن الله } أي الذي له العظمة كلها الذي نهاه عنها { شديد العقاب } فليكن عباده على حذر منه ، وأن من أوقعه في شيء منها القدر ، ثم فتح له التوفيقُ بابَ الحذر ، فكفر فيما فيه كفارة وتاب ، كان مخاطباً بقوله : { وأن } أي واعلموا أن { الله } أي الذي له الجلال والإكرام مع كونه شديد العقاب { غفور رحيم * } يقبل عليه ويمحو زلله ويكرمه ، فكان اكتناف أسباب الرجاء سابقاً للإنذار ولاحقاً معلماً بأن رحمته سبقت{[27758]} غضبه وأن العقاب إنما هو لإتمام رحمته ، قال ابن الزبير : ثم قال{ جعل الله الكعبة{[27759]} }
[ المائدة : 97 ] {[27760]}- فنبه على سوء العاقبة في منع البحث على التعليل وطلب الوقوف على ما لعله مما استأثر الله بعلمه ، ومن هذا الباب أتى على بني إسرائيل في{[27761]} أمر{[27762]} البقرة وغير ذلك ؛ وجعل هذا التنبيه إيماء ، ثم أعقبه بما يفسره { يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء } [ المائدة : 101 ] - ووعظهم{[27763]} بحال غيرهم في هذا ، وأنهم سألوا فأعطوا ثم امتحنوا ، وقد كان التسليم أولى لهم ، فقال تعالى{ قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين }[ المائدة : 102 ] ثم عرّف عباده أنهم إذا استقاموا فلن يضرهم خذلان غيرهم{ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم }[ المائدة : 105 ] - انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.