التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ} (83)

{ فأخذتهم الصيحة مصبحين ، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } .

أي فكانت نتيجة تكذيب أصحاب الحجر لرسولهم صالح –عليه السلام- أن أهلكهم الله –تعالى- وهم داخلون في وقت الصباح ، وعن طريق الصيحة الهائلة ، التي جعلتهم في ديارهم جاثمين ، دون أن يغني عنهم شيئا ما كانوا يكسبون من جمع الأموال . وما كانوا يصنعونه من نحت البيوت في الجبال .

وهكذا نرى أن كل وقاية ضائعة ، وكل أمان ذاهب . وكل تحصن زائل أمام عذاب الله المسلط على أعدائه المجرمين .

وهكذا تنتهي تلك الحلقات المتصلة من قصص بعض الأنبياء مع أقوامهم والتي تتفق جميعها في بيان سنة من سنن الله –تعالى- في خلقه . وهي أن النجاة والسعادة والنصر للمؤمنين .

والهلاك والشقاء والهزيمة للمكذبين .

ثم ختمت السورة ببيان كمال قدرة الله –تعالى- وببيان جانب من النعم التي منحها سبحانه لبيه صلى الله عليه وسلم وبتهديد المشركين الذين جعلوا القرآن عضين والذين جعلوا مع الله إلها آخر . وبتسليته صلى الله عليه وسلم عما لحقه منهم من أذى فقال تعالى :

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ} (83)

49

وها هم أولاء

( فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ )

قوم صالح تأخذهم الصيحة مصبحين وهم في ديارهم الحصينة آمنون . فإذا كل شيء ذاهب ، وإذا كل وقاية ضائعة ، وإذا كل حصين موهون . . فما شيء من هذا كله بواقيهم من الصيحة . وهي فرقعة ريح أو صاعقة ، تلحقهم فتهلكهم في جوف الصخر المتين .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ} (83)

وقوله : { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } أي : وقت الصباح من{[16225]} اليوم الرابع ،


[16225]:في أ: "في".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ} (83)

وقوله : فَأَخَذَتْهُمُ الصّيْحَةُ مُصْبِحِينَ يقول : فأخذتهم صيحة الهلاك حين أصبحوا من اليوم الرابع من اليوم الذي وُعدوا العذاب ، وقيل لهم : تَمتّعوا في داركم ثلاثة أيام .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ مُصۡبِحِينَ} (83)

الفاء في { فأخذتهم الصيحة } للتعقيب والسببية . و { مصبحين } حال ، أي داخلين في وقت الصّباح .

و { ما كانوا يكسبون } أي يصنعون ، أي البيوت التي عُنوا بتحصينها وتحسينها كما دلّ عليه فعل { كانوا } . وصيغة المضارع في { يكسبون } لدلالتها على التكرّر والتجدّد المكنّى به عن إتقان الصنعة . وبذلك كان موقع الموصول والصلة أبلغ من موقع لفظ ( بيوتهم ) مثلاً ، ليدل على أن الذي لم يغن عنهم شيءٌ متّخذ للإغناء ومن شأنه ذلك .