التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ} (26)

ثم أضرب - سبحانه - عما تقدم إلى بيان حالهم يوم القيامة فقال : { بَلْ هُمُ اليوم مُسْتَسْلِمُونَ } .

والاستسلام : أصله طلب السلامة ، والمراد به هنا : الانقياد التام ، والخضوع المطلق ، يقال : استسلم العدو لعدوه ، إذا انقاد له وخضع لأمره .

أى : ليسوا فى هذا اليوم بقادرين على التناصر ، بل هم اليوم خاضعون ومستسلمون ، لعجزهم عن أى حيلة تنقذهم مما هم فيه من بلاء .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ} (26)

ولا جواب بطبيعة الحال ولا كلام ! إنما يرد التعليق والتعقيب :

( بل هم اليوم مستسلمون ) . .

عابدين . ومعبودين ! ! !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ} (26)

وقوله : مالَكُمْ لا تَناصَرُونَ يقول : مالكم أيها المشركون بالله لا ينصر بعضكم بعضا بَلْ هُمُ اليوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ يقول : بل هم اليوم مستسلمون لأمر الله فيهم وقضائه ، موقنون بعذابه ، كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ لا والله لا يتناصرون ، ولا يدفع بعضهم عن بعض بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ في عذاب الله .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ} (26)

الإِضراب المستفاد من { بَل } إضراب لإِبطال إمكان التناصر بينهم وليس ذلك مما يتوهمه السمع ، فلذلك كان الإِضراب تأكيداً لما دل عليه الاستفهام من التعجيز .

والاستسلام : الإِسلام القوي ، أي إسلام النفس وترك المدافعة فهو مبالغة في أسلم .

وذكر { اليَوْمَ } لإِظهار النكاية بهم ، أي زال عنهم ما كان لهم من تناصر وتطاول على المسلمين قبل اليوم ، أي في الدنيا إذ كانوا يقولون : { نحن جميع منتصر } [ القمر : 44 ] وقد قالها أبو جهل يوم بدر ، أي نحن جماعة لا تغلب فكان لذكر اليوم وقع بديع في هذا المقام .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ} (26)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يقول الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: {بل هم اليوم مستسلمون} للعذاب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"بَلْ هُمُ اليوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ" يقول: بل هم اليوم مستسلمون لأمر الله فيهم وقضائه، موقنون بعذابه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يخبر عن إياسهم من نصر ما عبدوا على رجاء النصر لهم والشفاعة بقوله: {بل هم اليوم مستسلمون} أي خاضعون، ذليلون لله لمّا علموا ألا يكون النصر والعون إلا منه، فعند ذلك يستسلمون له.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

قد أسلم بعضهم بعضاً وخذله عن عجز، فكلهم مستسلم غير منتصر...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان قد دهمهم من الأمر ما أوجب إبلاسهم، وأحدّ إدراكهم وإحساسهم، أشار إلى ذلك بإحلالهم في محل الغيبة المؤذنة بالإبعاد بأن قال مضرباً عما تقديره: إنهم لا يتناصرون: {بل هم} وزاد في تعظيم ذلك الوقت والتذكير به فقال: {اليوم مستسلمون} أي ثابت لهم استسلامهم ثباتاً لا زوال له، قد خذل بعضهم بعضاً موجدين الإسلام أي الانقياد، إيجاد من كأنه يطلبه ويعظم فيه رغبته، رجاء أن يخفف ذلك عنهم...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

ذكر أنهم لا ينازعون في الوقوف ولا في غيره، بل ينقادون فقال: {بل هم اليوم مستسلمون}، فلا فائدة في المنازعة، ولا سبيل إلى الجدل والمخاصمة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الاستسلام: الإِسلام القوي، أي إسلام النفس وترك المدافعة فهو مبالغة في أسلم. وذكر {اليَوْمَ} لإِظهار النكاية بهم، أي زال عنهم ما كان لهم من تناصر وتطاول على المسلمين قبل اليوم، أي في الدنيا، إذ كانوا يقولون: {نحن جميع منتصر} [القمر: 44]