نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{بَلۡ هُمُ ٱلۡيَوۡمَ مُسۡتَسۡلِمُونَ} (26)

ولما كان قد دهمهم من الأمر ما أوجب إبلاسهم ، وأحدّ إدراكهم وإحساسهم ، أشار إلى ذلك بإحلالهم في محل الغيبة المؤذنة بالإبعاد بأن قال مضرباً عما تقديره : إنهم لا يتناصرون : { بل هم } وزاد في تعظيم ذلك الوقت والتذكير به فقال : { اليوم مستسلمون * } أي ثابت لهم استسلامهم ثباتاً لا زوال له ، قد خذل بعضهم بعضاً موجدين الإسلام أي الانقياد إيجاد من كأنه يطلبه ويعظم فيه رغبته رجاء أن يخفف ذلك عنهم .