التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك ألوانا من الأدلة على وحدانية الله - تعالى - وقدرته ، كإهلاك المكذبين السابقين ، وخلق الأولين والآخرين ، والإِنعام على الناس بالجبال والأنهار . . قال - تعالى - :

{ أَلَمْ نُهْلِكِ . . . } .

الاستفهام فى قوله { أَلَمْ نُهْلِكِ الأولين } وفى الآيات المماثلة له بعد ذلك ، للتقرير ، والمقصود به استخراج الاعتراف والإِقرار من مشركى قريش على صحة البعث ، لأن من قدر على الإِهلاك ، قارد على الإِعادة .

أى : لقد أهلكنا الأقوام الأولين الذين كذبوا رسلهم ، كقوم نوح وعاد وثمود .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

ويعود بهم من هذه الجولة في أهوال يوم الفصل ، إلى جولة في مصارع الغابرين : الأولين والآخرين . .

( ألم نهلك الأولين ? ثم نتبعهم الآخرين ? كذلك نفعل بالمجرمين . ويل يومئذ للمكذبين ! ) . هكذا في ضربة واحدة تتكشف مصارع الأولين وهم حشود . وفي ضربة واحدة تتكشف مصارع الآخرين وهم حشود . وعلى مد البصر تتبدى المصارع والأشلاء .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَلَمْ نُهْلِكِ الأوّلِينَ * ثُمّ نُتْبِعُهُمُ الاَخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } .

قول تعالى ذكره : ألم نهلك الأمم الماضين الذين كذّبوا رسلي ، وجحدوا آياتي من قوم نوح وعاد وثمود ، ثم نتبعهم الاَخرين بعدهم ، ممن سلك سبيلهم في الكفر بي وبرسولي ، كقوم إبراهيم وقوم لوط ، وأصحاب مدين ، فنهلكهم كما أهلكنا الأوّلين قبلهم ، كَذَلك نَفْعَلُ بالمُجْرِمِينَ يقول : كما أهلكنا هؤلاء بكفرهم بي ، وتكذيبهم برسلي ، كذلك سُنّتي في أمثالهم من الأمم الكافرة ، فنهلك المجرمين بإجرامهم إذا طغوا وبغوا وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذّبِينَ بأخبار الله التي ذكرناها في هذه الاَية ، الجاحدين قُدرته على ما يشاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

قرأ جمهور القراء «ثم نتبعُهم » بضم العين على استئناف الخبر ، وقرأ أبو عمرو فيما روي عنه «ثم نتبعْهم » بجزم العين عطفاً على { نهلك } وهي قراءة الأعرج وبحسب هاتين القراءتين يجيء التأويل في { الأولين } ، فمن قرأ الأولى جعل { الأولين } الأمم التي قدمت قريشاً بأجمعها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

استئناف بخطاب موجه إلى المشركين الموجودين الذين أنكروا البعث معترض بين أجزاء الكلام المخاطببِ به أهل الشرك في المحشر .

ويتضمن استدلالاً على المشركين الذين في الدنيا ، بأن الله انتقم من الذين كفروا بيوم البعث من الأمم سابقهم ولاحِقهم ليحذروا أن يحلّ بهم ما حلّ بأولئك الأولين والآخِرين .

والاستفهام للتقرير استدلالاً على إمكان البعث بطريقة قياس التمثيل .

والمراد بالأولين الموصوفون بالأولية أي السبق في الزمان ، وهذا يقِرُّ به كل جيل منهم مسبوق بجيل كفروا .

فالتعريف في { الأولين } تعريف العهد ، والمراد بالأولين جميع أمم الشرك الذين كانوا قبل مشركي عصر النبوة .

والإِهلاك : الإِعدام والإِماتة . وإهلاك الأولين له حالتان : حالة غير اعتيادية تنشأ عن غضب الله تعالى ، وهو إهلاك الاستئصال مثل إهلاك عاد وثمود ، وحالة اعتيادية وهي ما سَن الله عليه نظام هذا العالم من حياة وموت .

وكلتا الحالتين يصح أن تكون مراداً هنا ، فأما الحالة غير الاعتيادية فهي تذكير بالنظر الدال على أن الله لا يرضى عن الذين كذبوا بالبعث .

وأما الحالة الاعتيادية فدليل على أن الذي أحيا الناس يميتهم فلا يتعذر أن يعيد إحياءهم .