التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (138)

ثم تبدأ السورة الكريمة حملتها على المنافقين فتقول : { بَشِّرِ المنافقين بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } والتعبير بقوله : بشر بدل أنذر أو أخبر للتهكم بهم ، لأن البشارة لا تكون غالبا إلا فى الأخبار السارة ، لأن الإخبار السار يظهر سرورا فى البشرة . فاستعملت البشارة فى مطلق الإِخبار أو فى الإِنذار على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية .

قال الرغب : ويقال : أبشرت الرجل وبشرته أى : أخبرته بأمر سرا بسط بشرة وجهه وذلك أن النفس إذا سرت انتشر الدم فيها انتشار الماء فى الشجر .

وقوله : { المنافقين } من النفاق وهو أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن .

قالوا : وسمى المنافق منافقا أخذاً من نافقاء اليربوع - وهو حجره فإنه يجعل له بابين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر ؛ فكذلك المنافق يدخل مع المؤمنين بقوله : أنا مؤمن . ويدخل مع الكفار بقوله : أنا كافر .

والمعنى : أنذر يا محمد أولئك المنافقين الذين أظهروا الإِسلام وأخفوا الكفر بالعذاب الأليم ، وسق لهم هذا الإِنذار بلفظ التبشير على سبيل التهكم بهم ، والاستهزاء بعقولهم ، فى مقابل تهكمهم بالإِسلام وأهله وخداعهم للمؤمنين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (138)

135

تبدأ الحملة بهذا التهلكم الواضح في استعمال كلمة( بشر )مكان كلمة أنذر . وفي جعل العذاب الأليم الذي ينتظر المنافقين بشارة ! ثم ببيان سبب هذا العذاب الأليم ، وهو ولايتهم للكافرين دون المؤمنين ؛ وسوء ظنهم بالله ؛ وسوء تصورهم لمصدر العزة والقوة .

( بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما )

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (138)

القول في تأويل قوله تعالى : { بَشّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } . .

يعني بذلك جلّ ثناؤه : { وَبَشّرِ المُنافِقِينَ } : أخبر المنافقين ، وقد بينا معنى التبشير فيما مضى بما أغني عن إعادته . { بأنّ لَهُمْ عَذَابا أليما } يعني : بأن لهم يوم القيامة من الله على نفاقهم ، عذابا أليما ، وهو الموجع ، وذلك عذاب جهنم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (138)

في هذه الآية دليل ما على أن التي قبلها إنما هي في المنافقين ، كما ترجح آنفاً ، وجاءت البشارة هنا مصرحاً بقيدها ، فلذلك حسن استعمالها في المكروه ، ومتى جاءت مطلقة فإنما عرفها في المحبوب{[4332]} .


[4332]:- قال في "البحر": جاء بلفظ (بشّر) على سبيل التهكم بهم، نحو قوله: {فبشرهم بعذاب أليم}، وكما قيل: *تحية بينهم ضرب وجيع*