البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{بَشِّرِ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا} (138)

{ بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً } الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم .

ومعنى : بشر أخبر ، وجاء بلفظ بشر على سبيل التهكم بهم نحو قوله : { فبشرهم بعذاب أليم } أي القائم لهم مقام البشارة ، هو الإخبار بالعذاب كما قال : « تحية بينهم ضرب وجيع » .

وقال ابن عطية : جاءت البشارة هنا مصرحاً بقيدها ، فلذلك حسن استعمالها في المكروه .

ومتى جاءت مطلقة فإنما عرفها في المحبوب .

وفي هذه الآية دليل على أنّ التي قبلها إنما هي في المنافقين .

وقال الماتريدي : بشر المنافقين يدل على أنّ قوله : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا } في أهل النفاق والمراءاة ، لأنه لم يسبق ذكر للمنافقين سوى هذه الآية .

ويحتمل أن يكون ابتداء من غير تقدم ذكر المنافقين .

/خ141