وقوله : فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ والسرر : جمع سرير ، مرفوعة ليرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما خوّله ربه من النعيم والملك فيها ، ويلحق جميع ذلك بصره .
وقيل : عُني بقول مرفوعة : موضونة . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ يعني : موضونة ، كقوله : سُرر مصفوفة ، بعضها فوق بعض .
وأعيد قوله : { فيها } دون أن يعطف { سرر } على { عين } [ الغاشية : 12 ] عطفَ المفردات لأن عطف السرر على { عَيْنٌ } يبدو نابياً عن الذوق لعدم الجامع بين عين الماء والسرر في الذهن لولا أن جمعها الكون في الجنة فلذلك كرر ظرف { فيها } تصريحاً بأن تلك الظرفية هي الجامع ، ولأن بين ظرفية العين الجارية في الجنة وبين ظرفية السرر وما عطف عليه من متاع القصور والأثاث تفاوتاً ولذلك عطف { وأكواب } ، { ونمارق } ، { وزرابي } ، لأنها متماثلة في أنها من متاع المساكن الفائقة .
وهذا وصف لمحاسن الجنة بمحاسن أثاث قصورها فضمير فيها عائد للجنة باعتبار أن ما في قصورها هو مظروف فيها بواسطة .
و{ سُرر } : جمع سرير ، وهو ما يُجلس عليه ويضطجع عليه فيسع الإنسان المضطجع ، يتخذ من خشب أو حديد له قوائم ليكون مرتفعاً عن الأرض . ولما كان الارتفاع عن الأرض مأخوذاً في مفهوم السرر كان وصفها ب { مرفوعة } لتصوير حُسنها .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
والسرر : جمع سرير ، مرفوعة ليرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما خوّله ربه من النعيم والملك فيها ، ويلحق جميع ذلك بصره . وقيل : عُني بقول مرفوعة : موضونة . ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وقال بعضهم : معنى المرفوعة ههنا أنها أنشئت مرفوعة القدر عند أهلها ، فوعد في الآخرة على ما هي عليه رغبتهم في الدنيا وإيثارهم لها . ...
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
والسرر جمع سرير ، وهو مشتق من السرور ... فعلى هذا في وصفها بالعلو والارتفاع ليلتذ أهلها بارتفاعها .
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ فيها } معيداً الخبر قطعاً للكلام عن الأول تنبيهاً على شرف العين لأن الماء مما لا حياة بدونه { سرر } أي زائدة الحد في الكثرة ، جمع سرير وهو مقعد عال يجلس عليه الملك ينقل إلى الموضع الذي يشتهيه ، سمي بذلك لأنه يسر النفس ، والمادة كلها للسرور والطيب والكرم ... فالتنكير للتعظيم ، ... وذلك بما كانوا يتواضعون ويباشرون من مشاق العبادات على التراب ورث الأثواب . ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
والارتفاع يوحي بالنظافة كما يوحي بالطهارة . ...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
صفة رابعة لجنة ..... وهذا وصف لمحاسن الجنة بمحاسن أثاث قصورها فضمير فيها عائد للجنة باعتبار أن ما في قصورها هو مظروف فيها بواسطة ....
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.