التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ} (5)

ثم فصل - سبحانه - ما كان منه صلى الله عليه وسلم بالنسبة لهذه القصة فقال : { أَمَّا مَنِ استغنى فَأَنتَ لَهُ تصدى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يزكى . وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يسعى . وَهُوَ يخشى . فَأَنتَ عَنْهُ تلهى } أى : أما من استغنى عن الإِيمان ، وعن إرشادك - أيها الرسول الكريم - واعتبر نفسه فى غنى عن هديك . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ} (5)

1

ثم تعلو نبرة العتاب وتشتد لهجته ؛ وينتقل إلى التعجيب من ذلك الفعل محل العتاب : أما من استغنى ، فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى ? ! وأما من جاءك يسعى وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى ? ! . . أما من أظهر الاستغناء عنك وعن دينك وعما عندك من الهدى والخير والنور والطهارة . . أما هذا فأنت تتصدى له وتحفل أمره ، وتجهد لهدايته ، وتتعرض له وهو عنك معرض !

/خ16

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ} (5)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَمّا مَنِ اسْتَغْنَىَ * فَأَنتَ لَهُ تَصَدّىَ * وَمَا عَلَيْكَ أَلاّ يَزّكّىَ * وَأَمّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىَ * وَهُوَ يَخْشَىَ * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهّىَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أما من استغنى بماله ، فأنت له تتعرّض ، رجاء أن يُسلِم .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان أمّا مَنِ اسْتَغْنَى فأنْتَ لَهُ تَصَدّى قال : نزلت في العباس .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : أمّا مَنِ اسْتَغْنَى قال : عتبة بن ربيعة وشبية بن ربيعة وَما عَلَيْكَ ألاّ يَزّكّى يقول : وأيّ شيء عليك أن لا يتطهّر من كفره فيُسلم ؟ وأمّا مَنْ جاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى يقول : وأما هذا الأعمى الذي جاءك سعيا ، وهو يخشى الله ويتقيه ، فأنْتَ عَنْهُ تَلَهّى يقول : فأنت عنه تُعْرِض ، وَتَشاغَلُ عنه بغيره وتَغَافَل .

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ} (5)

ثم أكد تعالى عتب نبيه عليه السلام بقوله : { أما من استغنى } أي بماله

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ} (5)

تقدم الكلام على { أمَّا } في سورة النازعات أنها بمعنى : مهما يكن شيء ، فقوله : { أما من استغنى } تفسيره مهما يكن الذي استغنى فأنت له تصدّى ، أي مهما يكن شيء فالذي استغنى تتصدى له ، والمقصود : أنت تحرص على التصدي له ، فجعل مضمون الجواب وهو التصدّي له معلقاً على وجود من استغنى وملازماً له ملازمة التعليققِ الشرطي على طريقة المبالغة .

والاستغناء : عدّ الشخص نفسه غنياً في أمر يدل عليه السياق قول ، أو فعل أو علم ، فالسين والتاء للحسبان ، أي حسب نفسه غنياً ، وأكثر ما يستعمل الاستغناء في التكبر والاعتزاز بالقوة .

فالمراد ب { من استغنى } هنا : مَن عدّ نفسه غنياً عَن هديك بأن أعرض عن قبوله لأنه أجاب قول النبي صلى الله عليه وسلم له : « هل ترى بما أقول بَأساً ، بقوله : لا والدماء . . . » كناية عن أنه لا بأس به يريد ولكني غيرُ محتاج إليه .

وليس المراد ب { من استغنى } من استغنى بالمال إذ ليس المقام في إيثار صاحب مال على فقير .