التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّا قَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡنَآ أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (48)

ثم حكى - سبحانه - الجملة الخامسة التى أمر موسى وهارون أن يخاطبا بها فرعون فقال : { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ العذاب على مَن كَذَّبَ وتولى } .

أى : وقولا له { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ } من عند ربنا وخالقنا { أَنَّ العذاب } فى الدنيا والآخرة { على مَن كَذَّبَ } بآياته وحججه - سبحانه - { وتولى } عنها . وأعرض عن الاستجابة لها .

وبذلك نرى فى هذه الآيات الكريمة أسمى ألوان الدعوة إلى الحق وأحكمها ، فهى قد بدأت بالأساس الذى تقوم عليه كل رسالة سماوية { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } وثنت ببيان أهم ما أرسل موسى وهارون من أجله ، { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بني إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } وثلثت بإقامة الأدلة على صدقهما { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } وربعت بالترغيب والاستمالة { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } .

ثم ختمت بالتحذير والترهيب من المخالفة { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ العذاب على مَن كَذَّبَ وتولى } .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّا قَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡنَآ أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (48)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنّ الْعَذَابَ عَلَىَ مَن كَذّبَ وَتَوَلّىَ * قَالَ فَمَن رّبّكُمَا يَمُوسَىَ * قَالَ رَبّنَا الّذِيَ أَعْطَىَ كُلّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمّ هَدَىَ } .

يقول تعالى ذكره لرسوله موسى وهارون : قولا لفرعون إنا قد أوحى إلينا ربك أن عذابه الذي لا نفاد له ، ولا انقطاع على من كذب بما ندعوه إليه من توحيد الله وطاعته ، وإجابة رسله وَتَوّلى يقول : وأدبر مُعرضا عما جئناه به من الحقّ ، كما :

حدثنا بِشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " أنّ العَذَابَ عَلى مَنْ كَذّبَ وَتَوَلّى " كذّب بكتاب الله ، وتولى عن طاعة الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّا قَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡنَآ أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (48)