اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّا قَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡنَآ أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (48)

قوله تعالى{[24623]} : { إنّا قد أوحي إلينا أنّ الْعَذَابَ على مَن كَذَّبَ وتولى } هذه الآية من أقوى الدلائل على أن عقاب المؤمن لا يدوم ، لأن الألف واللام{[24624]} للاستغراق ، أو الإفادة ( الماهية ، وعلى ){[24625]} التقديرين يقتضي انحصار{[24626]} هذا الجنس في " من كذب وتولى ) فوجب أن لا تحصل لغير{[24627]} المكذب المتولي .

وظاهر هذه الآية يقتضي القطع بأنه لا يعاقب أحداً من المؤمنين بترك العمل به{[24628]} في بعض الأوقات ، فوجب أن يبقى على أصله في نفي{[24629]} الدوام ، ولأن العقاب المتناهي{[24630]} إذا حصل بعد السلامة مدة غير متناهية صار ذلك العقاب كأنه لا عقاب ، فلذلك يحسن مع حصول{[24631]} ذلك القدر أن يقال : إنه لا عقاب .

وأيضاً فقوله : { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } يقتضي حصول السلامة لكل من اتبع الهدى ، إذا فسَّرنا السلام بالسلامة . والعارف بالله قد اتبع الهدى ، فوجب أن يكون صاحب السلامة{[24632]} . ومعنى الآية : إنما يعذب الله من كذب بما جئنا{[24633]} به وأعرض عنه .

قوله : { أنَّ العَذَابَ } " أنَّ " وما في خبرها في محل رفع لقيامه{[24634]} الفاعل الذي حذف في{[24635]} " أُوْحِيَ إِلَيْنَا " بنائه للمفعول ( خوفاً أن يبدر من فرعون بادرة لمن أوحي لو سمياه فطويا ذكره تعظيماً له واستهانة بالمخاطب{[24636]} ){[24637]} .


[24623]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/62.
[24624]:في ب: لأن الألف واللام في العذاب.
[24625]:ما بين القوسين سقط من ب.
[24626]:في ب: وعلى هذا يقتضي.
[24627]:لغير: سقط من ب.
[24628]:به: سقط من ب.
[24629]:في ب: على أصله بقي. وهو تحريف.
[24630]:في ب: وأم لأن العقاب المناهي. وهو تحريف.
[24631]:في ب: حصوله.
[24632]:آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 22/62.
[24633]:في ب: جئت.
[24634]:كذا في ب، وفي الأصل في محل الرفع لقيامها.
[24635]:حذف في: سقط من ب.
[24636]:البحر المحيط 6/247.
[24637]:ما بين القوسين سقط من ب، وفيه: وهو واضح.