قوله تعالى{[24623]} : { إنّا قد أوحي إلينا أنّ الْعَذَابَ على مَن كَذَّبَ وتولى } هذه الآية من أقوى الدلائل على أن عقاب المؤمن لا يدوم ، لأن الألف واللام{[24624]} للاستغراق ، أو الإفادة ( الماهية ، وعلى ){[24625]} التقديرين يقتضي انحصار{[24626]} هذا الجنس في " من كذب وتولى ) فوجب أن لا تحصل لغير{[24627]} المكذب المتولي .
وظاهر هذه الآية يقتضي القطع بأنه لا يعاقب أحداً من المؤمنين بترك العمل به{[24628]} في بعض الأوقات ، فوجب أن يبقى على أصله في نفي{[24629]} الدوام ، ولأن العقاب المتناهي{[24630]} إذا حصل بعد السلامة مدة غير متناهية صار ذلك العقاب كأنه لا عقاب ، فلذلك يحسن مع حصول{[24631]} ذلك القدر أن يقال : إنه لا عقاب .
وأيضاً فقوله : { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } يقتضي حصول السلامة لكل من اتبع الهدى ، إذا فسَّرنا السلام بالسلامة . والعارف بالله قد اتبع الهدى ، فوجب أن يكون صاحب السلامة{[24632]} . ومعنى الآية : إنما يعذب الله من كذب بما جئنا{[24633]} به وأعرض عنه .
قوله : { أنَّ العَذَابَ } " أنَّ " وما في خبرها في محل رفع لقيامه{[24634]} الفاعل الذي حذف في{[24635]} " أُوْحِيَ إِلَيْنَا " بنائه للمفعول ( خوفاً أن يبدر من فرعون بادرة لمن أوحي لو سمياه فطويا ذكره تعظيماً له واستهانة بالمخاطب{[24636]} ){[24637]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.