التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (4)

وقوله - تعالى - { على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } خبر ثان لحرف " إن " فى قوله - تعالى - قبل ذلك : { إِنَّكَ لَمِنَ المرسلين } .

أى : إنك - يا محمد - لمن أنبيائنا المرسلين ، على طريق واضح قويم ، لا اعوجاج فيه ولا اضطراب ، ولا ارتفاع فيه ولا انخفاض ، بل هو فى نهاية الاعتدال والاستقامة .

قال صاحب الكشاف : قوله : { على صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } خبر بعد خبر ، أوصلة للمرسلين .

فإن قلت : أى حاجة إليه خبرا كان أو صلة ، وقد علم أن المرسلين لا يكونون إلا على صراط مستقيم ؟

قلت : ليس الغرض بذكره ما ذهبت إليه من تمييز من أرسل على صراط مستقيم عن غيره ممن ليس على صفته . وإنما الغرض وصفه ، ووصف ما جاء به من الشريعة ، فجمع بين الوصفين فى نظام واحد ، كأنه قال : إنك لمن المرسلين الثابتين على طريق ثابت ، وأيضا فإن التنكير فيه دل على أنه أرسل من بين الصراط المستقيم ، على صراط مستقيم لا يكتنه وصفه - أى : فى التضخيم والتعظيم - .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (4)

وقوله : عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ يقول : على طريق لا اعوجاج فيه من الهدى ، وهو الإسلام ، كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ : أي على الإسلام .

وفي قوله : عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وجهان أحدهما : أن يكون معناه : إنك لمن المرسلين على استقامة من الحقّ ، فيكون حينئذٍ على من قوله عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ من صلة الإرسال . والاَخر أن يكون خبرا مبتدأ ، كأنه قيل : إنك لمن المرسلين ، إنك على صراط مستقيم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (4)

وقوله { على صراط مستقيم } يجوز أن تكون جملة في موضع رفع على أنها خبر بعد خبر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على أنها في موضع حال من { المرسلين } ، و «الصراط » الطريق ، والمعنى على طريق وهدى ومهيع{[9768]} رشاد .


[9768]:المهيع من الطرق: البين، والجمع: مهايع، والمعنى: طريق واضح للرشاد.