التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ} (80)

وقوله : { فَلَمَّا جَآءَ السحرة . . . } معطوف على كلام محذوف يستدعيه المقام والتقدير ، فامتثال القوم أمر فرعون وأسرعوا في إحضار السحرة ، فلما جاءوا والتقوا بموسى - عليه السلام - وخيروه بقوله { إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ ألقى } { قَالَ لَهُمْ موسى } على سبيل التحدى { أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } من ألوان سحركم ، ليرى الناس حقيقة فعلكم ، وليميزوا بين حقي وباطلكم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ} (80)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ ما أَنتُمْ مّلْقُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وقال فرعون لقومه : ائتوني بكلّ من يسحر من السحرة ، عليم بالسحر . فلما جاء السحرة فرعون ، قال موسى : ألقوا ما أنتم ملقون من حبالكم وعصيكم وفي الكلام محذوف قد ترك ، وهو : فأتوه بالسحرة فلما جاء السحرة ولكن اكتفى بدلالة قوله : فَلَمّا جاءَ السّحَرَةُ على ذلك ، فترك ذكره . وكذلك بعد قوله : ألْقُوا ما أنْتُمْ مُلْقُونَ محذوف أيضا قد ترك ذكره ، وهو : «فألقوا حبالهم وعصيهم ، فلما ألقوا قال موسى » ولكن اكتفى بدلالة ما ظهر من الكلام عليه ، فترك ذكره .