إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ} (80)

{ فَلَمَّا جَاء السحرة } عطف على مقدر يستدعيه المقامُ قد حذف إيذاناً بسرعة امتثالِهم لأمر فرعونَ كما هو شأنُ الفاء الفصيحة في كل مقام أي فأتَوا به فلما جاؤا { قَالَ لَهُمْ موسى } لكن لا في ابتداء مجيئِهم بل بعد ما قالوا له عليه السلام ما حُكي عنهم في السور الأُخَرِ من قولهم : { إِمَّا أَن تُلْقِىَ وَإِمَّا أَن نكُونَ نَحْنُ الملقين } [ الأعراف ، الآية 115 ] ونحو ذلك { أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ } أي ملقون له كائناً ما كان من أصناف السحر .