روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

{ الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ } الكلام فيها كالكلام في كلمة التوحيد ، وقد مر وحلا { وَعَلَى الله } أي عليه تعالى خاصة دون غيره لا استقلالاً ولا اشتراكاً { فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } وإظهار الجلالة في موقع الإضمار للإشعار بعلة التوكل . أو الأمر به فإن الألوهية مقتضية للتبتل إليه تعالى بالكلية ، وقطع التعلق بالمرة عما سواه من البرية ، وذكر بعض الأجلة أن تخصيص المؤمنين بالأمر بالتوكل لأن الإيمان بأن الكل منه تعالى يقتضي التوكل ، ومن هنا قيل : ليس في الآيات لمن تأمل في الحث على التوكل أعظم من هذه الآية لإيمائها إلى أن من لا يتوكل على الله تعالى ليس بمؤمن ، وهي على ما قال الطيبي : كالخاتمة والفذلكة لما تقدم ، وكالمخلص إلى مشرع آخر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

قوله : { الله لا إله إلا هو } الله خالق كل شيء ، ليس من أحد معبود سواه ، فهو له الإلهية المطلقة ، وبيده ملكوت كل شيء ، وهو القاهر القادر الذي شرع لعباده من الدين ما يصلحون عليه تمام الصلاح .

قوله : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } إذا أيقن المؤمنون بوحدانية الله وعظيم سلطانه وقدرته وأنه لا يندّ عن إحاطته ومشيئته شيء فإن عليهم بعد ذلك أن يعتمدوا على الله أيما اعتماد وأن يتكلوا عليه بالغ التكلان{[4555]} .


[4555]:الكشاف جـ 4 ص 115 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 375.