روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ} (115)

وقوله تعالى : { إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } كالعلة له أي ما أنا إلا رسول مبعوث لإنذار المكلفين وزجرهم عما لا يرضيه سبحانه وتعالى سواء كانوا من الأشرفين أو الأرذلين فكيف يتسنى لي طرد من زعمتم أنهم أرذلون .

وحاصله أنا مقصور على إنذار المكلفين لا أتعداه إلى طرد الأرذلين منهم أو ما علي إلا إنذاركم بالبرهان الواضح وقد فعلته وما علي استرضاء بعضكم بطرد الآخرين ، وحاصله أنا مقصور على إنذاركم لا أتعداه إلى استرضائكم .

وقيل : إن مجموع الجملتين جواب وإن إيلاء الضمير حرف النفي يدل على أنهم زعموا أنه عليه السلام موصوف بصفتين ، إحداهما : اتباع أهوائهم بطرد المؤمنين لأجل أن يؤمنوا ، وثانيتهما : أنه نذير مبين فقصر الحكم على الثاني دون الأول ولا يخلو عن بحث .