روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (131)

{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الاخرين * سلام على إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين } الكلام فيه كما في تظيره بيد أنه يقال ههنا إن ال ياسين لغة في الياس وكثيراً ما يتصرفون في الأسماء الغير العربية . وفي الكشاف لعل لزيادة الياء والنون معنى في اللغة السريانية ، ومن هذا الباب سيناء وسينين ، واختار هذه اللغة هنا رعاية للفواصل ، وقيل : هو جمع إلياس على طريق التغليب بإطلاقه على قومه وأتباعه كالمهلبين للمهلب وقومه .

وضعف بما ذكر النحاة من أن العلم إذا جمع أو ثنى وجب تعريفه باللام جبراً لما فاته من العلمية ، ولا فرق فيه بين ما فيه تغليب وبين غيره كما صرح به ابن الحاجب في «شرح المفصل » ، لكن هذا غير متفق عليه ، قال ابن يعيش في «شرح المفصل » : يجوز استعماله نكرة بعد التثنية والجمع نحو زيدان كريمان وزيدون كريمون ؛ وهو مختار الشيخ عبد القاهر وقد أشبعوا الكلام على ذلك في مفصلات كتب النحو ، ثم أن هذا البحث إنما يتأتى مع من لم يجعل لام الياس للتعريف أما من جعها له فلا يتأتى البحث معه ، وقيل : هو جمع الياسي بياء النسبة فخفف لاجتماع الياآتفي الجر والنصب كما قيل اعجمين في أعجميين وأشعرين في أشعريين ، والمراد بالياسين قوم الياس المخلصون فإنهم الأحقاء بأن ينسبوا إليه ، وضعف بقلة ذلك والباسه بالياس إذا جمع وإن قيل : حذف لام الياس مزيل للإلباس ، وأيضاً هو غير مناسب للسياق والسباق إذ لم يذكر آل أحد من الأنبياء .

وقرأ نافع . وابن عامر . ويعقوب . وزيد بن علي { إِلْ يَاسِينَ } بالإضافة ، وكتب في المصحف العثماني منفصلاً ففيه نوع تأييد لهذه القراءة ، وخرجت عن أن ياسين اسم أبي الياس ويحمل الآل على الياس وفي الكناية عنه تفخيم له كما في آل إبراهيم عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، وجوز أن يكون الآل مقحماً على أن ياسين هو الياس نفسه .

وقيل : ياسين فيها اسم لمحمد صلى الله عليه وسلم فآل ياسين آله عليه الصلاة والسلام ، أخرج ابن أبي حاتم . والطبراني . وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال في { سلام على إِلْ يَاسِينَ } نحن آل محمد آل ياسين ، وهو ظاهر في جعل ياسين اسمالً له صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو اسم للسورة المعروفة ، وقيل : اسم للقرآن فآل ياسين هذه الأمة المحمدية أو خواصها .

وقيل : اسم لغير القررن من الكتب ، ولا يخفى عليك أن السياق والسباق يا بيان أكثر هذه الأقوال .

وقرأ أبو رجاء . والحسن { على } بوصل الهمزة وتخريجها يعلم مما مر . وقرى ابن مسعود ومن قرأ معه فيما سبق ادريس { سلام على } وعن قتادة { وَأَنْ * إِدْرِيسَ } وقرأ { على } وقرأ أبي { على } كما قرأ { وَأَنْ * وَإِنَّكَ لَمِنَ المرسلين }