روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{فِيهِنَّ خَيۡرَٰتٌ حِسَانٞ} (70)

وقوله تعالى : { فِيهِنَّ خيرات } صفة أخرى لجنتان ، أو خبر بعد خبر للمبتدأ المحذوف كالجملة التي قبلها ، ويجوز أن تكون مستأنفة الكلام في ضمير الجمع هنا كالكلام فيه في قوله تعالى : { فِيهِنَّ قاصرات الطرف } [ الرحمن : 56 ] و { خيرات } قال أبو حيان : جمع خيرة وصف بني على فعلة من الخير كما بنوا من الشر فقالوا شرة ، وقال الزمخشري : أصله { خيرات } بالتشديد فخفف كقوله عليه الصلاة والسلام : «هينون لينون » وليس جمع خير بمعنى أخير فإنه لا يقال فيه خيرون ولا خيرات ، ولعله لأن أصل اسم التفضيل أن لا يجمع خصوصاً إذا نكر ، وقرأ بكر بن حبيب . وأبو عثمان النهدي . وابن مقسم { خيرات } بتشديد الياء وهو يؤيد أن أصله كذلك ، وروي عن أبي عمرو { خيرات } بفتح الياء كأنه جمع خائرة جمع على فعلة { حِسَانٌ } قيل : أي حسان الخَلق والخلق .

وأخرج عبد الرزاق . وعبد بن حميد . وابن جرير عن قتادة أنه قال في الآية : { خيرات } الأخلاق { حِسَانٌ } الوجوه ، وأخرج ذلك ابن جرير . والطبراني . وابن مردويه عن أم سلمة مرفوعاً .