التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{لِمِثۡلِ هَٰذَا فَلۡيَعۡمَلِ ٱلۡعَٰمِلُونَ} (61)

قوله : { لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ } أي لنيل مثل هذا النعيم الذي نحن فيه ، ينبغي أ يَنْصَبَ العباد ويبذلوا قصارى طاقاتهم ومقدورهم لفعل الطاعات والقُربات ، وليس للحظوظ الدنيوية السريعة الزوال ما ينبغي لذي عقل سليم ونفس سوية مستقيمة أ يُجهد نفسه كثيرا للحصول على حظوظ الدنيا ولذاتها ، فما الدنيا إلا حُطام داثر ، ما يلبث أن يتبدّد ويزول وإنما النباهة والسداد في ابتغاء مرضاة الله . وذلك يقتضي حرصا حقيقيّا كاملا ، وعملا متواصلا لا ينقطع من العبادة والطاعة للظفر برضوان الله والنجاة من غضبه وعقابه والفوز بنعيمه في الجنة مع النبيين والصديقين والأبرار وحَسَُنَ أولئك رفيقا . {[3956]}


[3956]:روح المعاني ج 23 ص 93-95 وتفسير النسفي ج 4 ص 21