فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِمِثۡلِ هَٰذَا فَلۡيَعۡمَلِ ٱلۡعَٰمِلُونَ} (61)

{ لِمِثْلِ } أي لنيل مثل { هَذَا } العطاء والفضل العظيم { فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ } فإن هذه هي التجارة الرابحة لا العمل للدنيا الزائلة ، وحظوظها المشوبة بالآلام السريعة الانصرام ، فإنها صفقة خاسرة ، ونعيمها منقطع وخيرها زائل ، وصاحبها عن قريب منها راحل ، وهذا من تمام كلامه وقيل : إن هذا من قول الله سبحانه قاله ابن عباس وقيل من قول الملائكة والأول أولى .

وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : ( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده في يدي ، فرأى جنازة فأسرع المشي حتى أتى القبر ، ثم جثا على ركبتيه فجعل يبكي حتى بل الثرى ثم قال : لمثل هذا فليعمل العاملون ) وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : ( دخلت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مريض يجود بنفسه فقال : لمثل هذا فليعمل العاملون ) .