التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

وجملة : {نار حامية } بيان لجملة : { وما أدراك ما هيه } ، والمعنى : هي نار حامية . وهذا من حذف المسند إليه الذي اتّبع في حذفه استعمال أهل اللغة .

ووصف { نار } ب { حامية } من قبيل التوكيد اللفظي لأن النار لا تخلو عن الحَمْي فوصفها به وصف بما هوَ من معنى لفظ { نار } فكانَ كذكر المرادف كقوله تعالى : { نار اللَّه الموقدة } [ الهمزة : 6 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ وما أدراك ما هيه } تعظيما لشدتها ، ثم أخبر عنها ، فقال : هي : { نار حامية } يقول : انتهى حرها . ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ثم بَيّن ما هي ، فقال : هيَ نَارٌ حَامِيَةٌ ، يعني بالحامية : التي قد حميت من الوقود عليها . ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي تحميه ، وتنضجه . ومنهم من قال : { نار حامية } أي شديدة الحر ، ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

والمعنى أن سائر النيران بالنسبة إليها كأنها ليست حامية ، وهذا القدر كاف في التنبيه على قوة سخونتها ، ...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

أي شديدة الحرارة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم " قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال : " فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلها مثل حرها " . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

أي قد انتهى حرها ، هذا ما تتعارفونه بينكم ، وأما التفاصيل فأمر لا يعلمه إلا الله تعالى ، وهذا نهاية القارعة ، فتلاؤم الأول للآخر واضح جداً وظاهر ، والله أعلم . ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يجيء الجواب كنبرة الختام : نار حامية . . هذه هي أم الذي خفت موازينه ! أمه التي يفيء إليها ويأوي ! والأم عندها الأمن والراحة . فماذا هو واجد عند أمه هذه . . الهاوية . . النار . . الحامية ! ! إنها مفاجأة تعبيرية تمثل الحقيقة القاسية ! ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ووصف { نار } ب { حامية } من قبيل التوكيد اللفظي لأن النار لا تخلو عن الحَمْي فوصفها به وصف بما هوَ من معنى لفظ { نار } فكانَ كذكر المرادف كقوله تعالى : { نار اللَّه الموقدة } [ الهمزة : 6 ] . ...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وهكذا تضع السورة الإنسان أمام الطريق الذي يؤدي إلى الجنة إذا آمن وعمل صالحاً ، ليستعدّ لذلك قبل أن تفوته الفرصة بانتهاء عمره ، وأمام الطريق الذي يؤدي به إلى النار ، ليبتعد عنها ، قبل أن تطبق عليه الأجواء التي تحيط به ، في ما يثيره أهل الكفر والضلال من حوله ، وليعيش في عمق الذهنية الإسلامية الواعية ، مسألة التقويم الحقيقي للإنسان في قضية مصيره ، من خلال ثقله وخفّته في ميزان الأعمال ، بعيداً عمّا هي مسألة القيمة في مجتمع الدنيا الذي يجعل التقويم الإنساني خاضعاً للمال أو للجاه ، أو للقوة أو للنسب في ما يتنافس فيه الناس من قيمٍ ماديةٍ في أكثر من صعيد . ...