إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{نَارٌ حَامِيَةُۢ} (11)

{ فَأُمُّهُ } أيْ فمأواهُ { هَاوِيَةٌ } هيَ من أسماءِ النارِ ، سميتْ بَه لغايةِ عُمْقِها وبعدِ مَهْواها .

رُويَ أنَّ أهلَ النارِ تهوِي فيها سبعينَ خريفاً ، وقيلَ : إنها اسمٌ للبابِ الأسفلِ مِنْهَا ، وعبرَ عنِ المأْوى باللامِ ؛ لأَنَّ أهلَها يأوونَ إليَها كما يأوِي الولدُ إلى أمِه ، وعنْ قتادةَ وعكرمةَ والكلبيِّ أنَّ المعنى : فأُمُّ رأسِه هاويةٌ في قعرِ جهنَم ؛ لأنَّه يطرحُ فيهَا منكوساً ، والأولُ هو الموافقُ لقولِه تعالَى : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } فإنه تقريرٌ لهَا بعدَ إبهامِها ، والإشعارِ بخروجِها عنِ الحدودِ المعهودةِ للتفخيمِ والتهويلِ ، وهيَ ضميرُ الهاويةِ ، والهاءُ للسكتِ ، وإذَا وصلَ القارئُ حذفَها ، وقيلَ : حقُّه أنْ لا يُدرجَ لئلا يسقطَها الإدراجُ ؛ لأنها ثابتةٌ في المصحفِ ، وقد أجيز إثباتُها مع الوصلِ . .

ختام السورة:

عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قرأَ القارِعةَ ثَقَّلَ الله تعالَى بِه ميزانَهُ يومَ القيامةِ » .