المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (173)

قوله تعالى : { فسوف يعلمون } ، وعيد محض لأنهم تمنوا أمراً فلما جاءهم الله تعالى به كفروا واستهواهم الحسد .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (173)

وعطف { وإنَّ جُندنا لهم الغالِبُونَ } بشارة للمؤمنين فإن المؤمنين جند الله ، أي أنصاره لأنهم نصروا دينه وتلقوا كلامه ، كما سموا حزب الله في قوله : { كتب اللَّه لأغلبن أنا ورسلي إن اللَّه قوي عزيز } [ المجادلة : 21 ] إلى قوله : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه } [ المجادلة : 22 ] إلى قوله : { أولئك حزب اللَّه ألا إن حزب اللَّه هم المفلحون } [ المجادلة : 22 ] . وقوله : { لهُمُ الغالِبُونَ } يشمل علوّهم على عدوّهم في مقام الحجاج وملاحم القتال في الدنيا ، وعلوّهم عليهم في الآخرة كما قال تعالى : { والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة } [ البقرة : 212 ] فهو من استعمال { الغالِبُونَ } في حقيقته ومجازه .

ومعنى { المنصُورون } و { الغالِبُونَ } في أكثر الأحوال وباعتبار العاقبة ، فلا ينافي أنهم يُغلبون نادراً ثم تكون لهم العاقبة ، أو المراد النصر والغلبة الموعود بهما قريباً وهما ما كان يوم بدر .