فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (173)

{ وَإِنَّ جُندَنَا } المراد بجند الله حزبه وهم الرسل وأتباعهم ، والجند الأنصار والأعوان والجمع أجناد وجنود ، والواحد جندي ، فالياء للوحدة مثل روم ورومي وجند بفتحتين بلد باليمن . قال الشيباني : جاء هنا على الجمع يعني قوله :

{ لَهُمُ الْغَالِبُونَ } من أجل أنه رأس آية ، وهذا الوعد لهم بالنصر والغلبة لا ينافيه انهزامهم في بعض المواطن ، وغلبة الكفار لهم ، فإن الغالب في كل موطن هو انتصارهم على الأعداء وغلبتهم لهم فخرج الكلام مخرج الغالب على أن العاقبة المحمودة لهم على كل حال ، وفي كل موطن كما قال سبحانه : { والعاقبة للمتقين } والمراد الوعد بعلوهم على عدوهم ، في مقادم الحجاج وملاحم القتال في الدنيا ، وعلوهم عليهم في الآخرة ، وعن ابن عباس : إن لم ينصروا في الدنيا نصروا في العقبى ، والحاصل أن قاعدة أمرهم وأساسه الظفر والنصرة ، وإن وقع في تضاعيف ذلك شوب من الابتلاء والمحنة فالعبرة للغالب ، ويعطي الأكثر حكم الكل ويلحق القليل بالعدم أو الغلبة باعتبار عاقبة الحال ، وملاحظة المآل .