معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

أي : بالرسالة . وقال أبو عبيدة يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع تقول العرب هذا رسولي ووكيلي ، وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي ، كما قال الله تعالى : { وهم لكم عدو } وقيل : معناه كل واحد منا رسول رب العالمين{ أن أرسل } أي : بأن أرسل ، { معنا بني إسرائيل }إلى فلسطين ، ولا تستعبدهم ، وكان فرعون استعبدهم أربعمائة سنة ، وكانوا في ذلك الوقت ستمائة وثلاثين ألفاً ، فانطلق موسى إلى مصر وهارون بها فأخبره بذلك . وفي القصة : أن موسى رجع إلى مصر وعليه جبة صوف وفي يده عصا ، والمكتل معلق في رأس العصا ، وفيه زاده ، فدخل دار نفسه وأخبر هارون بأن الله أرسلني إلى فرعون وأرسلني إليك حتى ندعو فرعون إلى الله ، فخرجت أمهما وصاحت وقالت : إن فرعون يطلبك ليقتلك فلو ذهبتما إليه قتلكما فلم يمتنعا لقولها ، وذهبا إلى باب فرعون ليلاً ، ودقا الباب ، ففزع البوابون وقالوا من بالباب ؟ وروي أنه اطلع البواب عليهما فقال من أنتما ؟ فقال موسى : أنا رسول رب العالمين ، فذهب البواب إلى فرعون وقال : إن مجنوناً بالباب يزعم أنه رسول رب العالمين ، فترك حتى أصبح ، ثم دعاهما . وروي أنهما انطلقا جميعاً إلى فرعون فلم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه ، فدخل البواب فقال لفرعون : هاهنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين ، فقال فرعون : ائذن له لعلنا نضحك منه ، فدخلا عليه وأديا رسالة الله عز وجل ، فعرف فرعون موسى ، لأنه نشأ في بيته .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

{ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي : أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك ، فإنهم عباد الله المؤمنون ، وحزبه المخلصون ، وهم معك في العذاب المهين . فلما قال له موسى ذلك أعرض فرعون عما هنالك بالكلية ، ونظر بعين الازدراء والغمص فقال : { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ . [ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ] } {[21698]}


[21698]:- زيادة من ف ، أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

وقوله : فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا . . . الاَية ، يقول : فأت أنت يا موسى وأخوك هارون فرعون فَقُولا إنّا رَسُولُ رَبّ العالَمينَ إليك بأنْ أرْسِلْ مَعَنا بَنِي إسْرائِيلَ وقال رسول ربّ العالمين ، وهو يخاطب اثنين بقوله فقولا ، لأنه أراد به المصدر من أرسلت ، يقال : أرسلت رسالة ورسولاً ، كما قال الشاعر :

لقَدْ كَذَبَ الوَاشُونَ ما بُحْتُ عِندَهمْ *** بِسُوءٍ وَلا أرْسَلْتُهُمْ بِرَسُول

يعني برسالة ، وقال الاَخر :

ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي خُفافا *** رَسُولاً بَيْتُ أَهْلِكَ مُنْتَهاها

يعني بقوله : رسولاً : رسالة ، فأنث لذلك الهاء .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (17)

جملة : { أن أرسل معنا بني إسرائيل } تفسيرية لما تضمنه { رسُول } من الرسالة التي هي في معنى القول ، أي هذا قول ربّ العالمين لك . و { أَرْسِل معنا } أَطلِقْ ولا تحبسهم ، فالإرسال هنا ليس بمعنى التوجيه . وهذا الكلام يتضمن أن موسى أُمر بإخراج بني إسرائيل من بلاد الفراعنة لقصد تحريرهم من استعباد المصريين كما سيأتي عند قوله تعالى : { أن عبَّدْتَ بني إسرائيل } [ الشعراء : 22 ] ، وقد تقدم في سورة البقرة بيان أسباب سكنى بني إسرائيل بأرض مصر ومواطنهم بها وعملهم لفرعون .