( وإذا يتلى عليهم قالوا : آمنا به . إنه الحق من ربنا . إنا كنا من قبله مسلمين ) . . .
فهو من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى أكثر من تلاوته فيعرف الذين عرفوا الحق من قبل أنه من ذلك المعين ، وأنه صادر من ذلك المصدر الواحد الذي لا يكذب . ( إنه الحق من ربنا ) . . ( إنا كنا من قبله مسلمين ) . والإسلام لله هو دين المؤمنين بكل دين .
قوله { وإذا يتلى عليهم } وقولهم { إنا كنا من قبله مسلمين } يريدون الإسلام المتحصل لهم من شريعة موسى وعيسى عليهما السلام{[9155]} .
وحكاية إيمانهم بالمضي في قوله { آمنا به } مع أنهم يقولون ذلك عند أول سماعهم القرآن : إما لأن المضي مستعمل في إنشاء الإيمان مثل استعماله في صيغ العقود ، وإما لللإشارة إلى أنهم آمنوا به من قبل نزوله ، أي آمنوا بأنه سيجيء رسول بكتاب مصدق لما بين يديه ، يعني إيماناً إجمالياً يعقبه إيمان تفصيلي عند سماع آياته . وينظر إلى هذا المعنى قوله { إنا كنا من قبله مسلمين } ، أي مصدقين بمجيء رسول الإسلام .
ويجوز أن يراد ب { مسلمين } موحدين مصدقين بالرسل فإن التوحيد هو الإسلام كما قال إبراهيم { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [ البقرة : 132 ] .
وجملة { إنه الحق من ربنا } في موقع التعليل لجملة { آمنا به } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.