الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ} (53)

فإن قلت : أي فرق بين الاستئنافين إنه وإنا ؟ قلت : الأوّل تعليل للإيمان به ، لأن كونه حقاً من الله حقيق بأن يؤمن به . والثاني : بيان لقوله : { ءَامَنَّا بِهِ } لأنه يحتمل أن يكون إيماناً قريب العهد وبعيده ، فأخبروا أن إيمانهم به متقادم ؛ لأنّ آباءهم القدماء قرؤوا في الكتب الأول ذكره وأبناءهم من بعدهم { مِن قَبْلِهِ } من قبل وجوده ونزوله { مُسْلِمِينَ } كائنين على دين الإسلام ؛ لأن الإسلام صفة كل موحد مصدّق للوحي .