{ الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون . وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين } ولئن كان أهل الشرك وطائفة من بني إسرائيل- وكانوا أكثرهم- لئن كفر هؤلاء وأولئك ومن على شاكلتهم بالقرآن ومن أنزل عليه ، فإن فريقا من أهل الكتاب الذين جاءهم من كلام الله تعالى ووحيه ما جاءهم قبل نزول هذا الكتاب الخاتم يؤمنون به ويقدسونه ، وحين يتلى عليهم يزدادون يقينا وخشوعا ) . . إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا . ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا . ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا( {[3068]}( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين( {[3069]} ، { إنا كنا } قبل نزول القرآن منقادين لهدى ربنا وما جاءت به رسله
{ أولئك يجزون أجرهم مرتين بما صبروا } صبروا على أمانات دين سبق فلهم أجرهم ، وصبروا على عهد الله تعالى وميثاقه في الملة الخاتمة فلهم أجر ثان ، في الصحيح من حديث عامر الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ثم آمن بي ، وعبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه ، ورجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها فتزوجها " ، ومع الإيمان حسنت أخلاقهم ، فلا يقابلون السيئة بالسيئة ، ولكن يدفعونها بالتي هي أحسن ، ووقاهم الله تعالى شح أنفسهم ، فهم يبذلون مما آتاهم ربهم فيما أحل وشرع لهم ، وإذا جهل عليهم السفهاء ، أو خاض الغافلون في الأحاديث التي لا نفع منها ، وإنما هي من لغو القول أعرضوا عن تلك الأقوال وعمن قالوها- متاركة وإنكارا وتعففا عن مضاهاة الساخرين الآثمين
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.