معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ} (25)

{ تظن أن يفعل بها فاقرة } تستيقن أن يعمل بها عظيمة من العذاب ، والفاقرة : الداهية العظيمة ، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر . قال سعيد بن المسيب : قاصمة الظهر . قال ابن زيد : هي دخول النار . وقال الكلبي : هي أن يحتجب عن رؤية الرب عز وجل .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ} (25)

( ووجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة ) .

وهي الوجوه الكالحة المتقبضة التعيسة ، المحجوبة عن النظر والتطلع ، بخطاياها وارتكاسها وكثافتها وانطماسها . وهي التي يشغلها ويحزنها ويخلع عليها البسر والكلوحة توقعها أن تحل بها الكارثة القاصمة للظهر ، المحطمة للفقار . . الفاقرة . وهي من التوقع والتوجس في كرب وكلوحة وتقبض وتنغيص . .

فهذه هي الآخرة التي يذرونها ويهملونها ؛ ويتجهون إلى العاجلة يحبونها ويحفلونها . ووراءهم هذا اليوم الذي تختلف فيه المصائر والوجوه ، هذا الاختلاف الشاسع البعيد ! ! ! من وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة إلى وجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة ! ! !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ} (25)

وقوله تَظُنّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ يقول تعالى ذكره : تعلم أنه يفعل بها داهية والفاقرة : الداهية . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : تَظُنّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ قال : داهية .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة تَظُنّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ أي شرّ .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : تَظُنّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ قال : تظنّ أنها ستدخل النار ، قال : تلك الفاقرة ، وأصل الفاقرة : الوسم الذي يُفْقَر به على الأنف .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ} (25)

{ فجملة تَظُنّ أن يُفْعَل بها فاقرة } استئناف بياني لبيان سبب بسورها .

و{ فاقرة } : داهية عظيمة ، وهو نائب فاعل { يُفعل بها } ولم يقترن الفعل بعلامة التأنيث لأن مرفوعهُ ليس مؤنثاً حقيقياً ، مع وقوع الفصل بين الفعل ومرفوعه ، وكلا الأمرين يسوغ ترك علامة التأنيث . وإِفراد { فاقرة } إفراد الجنس ، أي نوعاً عظيماً من الداهية .

والمعنى : أنهم أيقنوا بأن سيلاقوا دواهي لا يُكتنه كنهها .