معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَيُدۡخِلَنَّهُم مُّدۡخَلٗا يَرۡضَوۡنَهُۥۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٞ} (59)

قوله تعالى : { ليدخلنهم مدخلاً يرضونه } لأن لهم فيه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين { وإن الله لعليم } بنياتهم ، { حليم } عنهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَيُدۡخِلَنَّهُم مُّدۡخَلٗا يَرۡضَوۡنَهُۥۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٞ} (59)

58

( ليدخلنهم مدخلا يرضونه )فقد خرجوا مخرجا يرضي الله ، فتعهد لهم الله بأن يدخلهم مدخلا يرضونه . وإنه لمظهر لتكريم الله لهم بأن يتوخى ما يرضونه فيحققه لهم ، وهم عباده ، وهو خالقهم سبحانه . ( وإن الله لعليم حليم ) . . عليم بما وقع عليهم من ظلم وأذى ، وبما يرضي نفوسهم ويعوضها . حليم يمهل . ثم يوفي الظالم والمظلوم الجزاء الأوفى . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَيُدۡخِلَنَّهُم مُّدۡخَلٗا يَرۡضَوۡنَهُۥۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٞ} (59)

القول في تأويل قوله تعالى : { لَيُدْخِلَنّهُمْ مّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ } .

يقول تعالى ذكره : ليدخلنّ الله المقتول في سبيله من المهاجرين والميت منهم مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وذلك المدخل هو الجنة . وَإنّ اللّهَ لَعَلِيمٌ بمن يهاجر في سبيله ممن يخرج من داره طلب الغنيمة أو عَرَض من عروض الدنيا . حَلِيمٌ عن عصاة خلقه ، بتركه معاجلتهم بالعقوبة والعذاب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَيُدۡخِلَنَّهُم مُّدۡخَلٗا يَرۡضَوۡنَهُۥۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٞ} (59)

وقرأت فرقة ، «مُدخلاً » ، بضم الميم من أدخل{[8421]} فهو محمول على الفعل المذكور ، وقرأت فرقة «مَدخلاً » بفتح الميم من دخل فهو محمول على فعل مقدر تقديره فيدخلون مدخلاً ، وأسند الطبري عن سلامان بن عامر{[8422]} قال : كان فضالة{[8423]} برودس أميراً على الأرباع فخرج بجنازتي رجلين أحدهما قتيل والآخر متوفى فرأى ميل الناس على جنازة القتيل ، فقال : أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل وتفضلونه فوالذي نفسي بيده ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت اقرؤوا قول الله تعالى { والذين هاجروا في سبيل الله } الآية ، إلى قوله { حليم } .


[8421]:قال الإمام ابن خالويه في كتاب "الحجة في القراءات السبع": "الحجة لمن ضم أنه جعله مصدرا من أدخل يدخل، ودليله قوله تعالى: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}، والحجة لمن فتح أنه جعله مصدرا من دخل يدخل مدخلا ودخولا، ودليله قوله تعالى: {حتى مطلع الفجر}، ويجوز أن يكون الفتح اسما للمكان، وربما جاء بالضم".
[8422]:اختلفت الأصول وكتب التفسير في هذا الاسم، فهو في بعض الأصول، وفي الطبري: (سلامان بن عامر)، وفي بعض الأصول (سلمان بن عامر)، وفي تفسير القرطبي (سليمان ابن عامر). وهو سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث الضبي، قال عنه الحافظ العسقلاني في تقريب التهذيب: إنه صحابي سكن البصرة.
[8423]:هو فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس الأنصاري، أول ما شهد أحد، ثم نزل دمشق وولي قضاءها، ومات سنة ثمان وخمسين، وقيل: مات قبل ذلك.