السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَيُدۡخِلَنَّهُم مُّدۡخَلٗا يَرۡضَوۡنَهُۥۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٞ} (59)

ولما كان الرزق لا يتم إلا بحسن الدار وكان ذلك من أفضل الرزق قال تعالى دالاً على ختام التي قبل : { ليدخلنّهم مدخلاً يرضونه } . هو الجنة يكرمون فيه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولا ينالهم فيها مكروه ، وقيل : هو خيمة في الجنة من درّة بيضاء لها سبعون ألف مصراع ، وقرأ نافع بفتح الميم أي : دخولاً ، أو مكان دخول ، والباقون بالضم أي : إدخالاً أو مكان إدخال { وإنّ الله } أي : الذي عمت رحمته وتمت عظمته { لعليم } أي : بمقاصدهم وما عملوا مما يرضيه وغيره { حليم } عما قصروا فيه من طاعته وما فرّطوا في جنبه تعالى ، فلا يعاجل أحداً بالعقوبة .

روي أنّ طوائف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا نبيّ الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله تعالى من الخير ونحن نجاهد معك كما جاهدوا فما لنا إن متنا معك فأنزل الله تعالى هاتين الآيتين .