فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَيُدۡخِلَنَّهُم مُّدۡخَلٗا يَرۡضَوۡنَهُۥۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٞ} (59)

ولما ذكر الرزق أعقبه بذكر المسكن بقوله : { ليدخلنهم مدخلا يرضونه } مستأنفة أو بدل من جملة ليرزقنهم الله ، قرئ مدخلا بفتح الميم وبضمها وهو اسم مكان أريد به الجنة أو مصدر ميمي مؤكد للفعل المذكور ، وقد مضى الكلام على مثل هذا في سورة سبحان ، وفي هذا من الامتنان عليهم والتبشير لهم ما لا يقادر قدره ، فإن المدخل الذي يرضونه هو الأوفق لنفوسهم والأقرب إلى مطلبهم على أنهم يرون في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وذلك هو الذي يرضونه وفوق الرضا .

{ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ } بدرجات العاملين ومراتب استحقاقهم . وقيل بأحوال من قضى نحبه مجاهدا ، وآمال من مات وهو ينتظر معاهدا { حَلِيمٌ } عن تفريط المفرطين منهم بإمهال من قاتلهم معاندا لا يعاجلهم بالعقوبة .