معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءٖ مُّبِينٖ} (30)

ف{ قال } له موسى حين توعده بالسجن : { أو لو جئتك } أي : وإن جئتك ، { بشيء مبين } بآية مبينة ، ومعنى الآية : أتفعل ذلك وإن أتيتك بحجة بينة وإنما قال ذلك موسى لأن من أخلاق الناس السكون إلى الإنصاف والإجابة إلى الحق بعد البيان .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءٖ مُّبِينٖ} (30)

10

غير أن التهديد لم يفقد موسى رباطة جأشه . . وكيف وهو رسول الله ? والله معه ومع أخيه ? فإذا هو يفتح الصفحة التي أراد فرعون أن يغلقها ويستريح . يفتحها بقول جديد ، وبرهان جديد :

( قال : أولو جئتك بشيء مبين ? ) . .

وحتى لو جئتك ببرهان واضح على صدق رسالتي فإنك تجعلني من المسجونين ?

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءٖ مُّبِينٖ} (30)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ * فَأَلْقَىَ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنّاظِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : قال موسى لفرعون لما عرفه ربه ، وأنه ربّ المشرق والمغرب ، ودعاه إلى عبادته وإخلاص الألوهة له ، وأجابه فرعون بقوله لَئِنِ اتّخَذْتَ إلَهَا غَيْرِي لأَجْعَلَنّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ : أتجعلني من المسجونين وَلَوْ جِئْتُكَ بشَيْءٍ مُبينٍ يبين لك صدق ما أقول يا فرعون وحقيقة ما أدعوك إليه ؟ وإنما قال ذلك له ، لأن من أخلاق الناس السكون للإنصاف ، والإجابة إلى الحقّ بعد البيان فلما قال موسى له ما قال من ذلك ، قال له فرعون : فأت بالشيء المبين حقيقة ما تقول ، فإنا لن نسجنك حينئذ إن اتخذت إلها غيري إن كنت من الصادقين : يقول : إن كنت محقا فيما تقول ، وصادقا فيما تصف وتخبر . فأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هيَ ثُعْبانٌ مُبينٌ يقول جلّ ثناؤه : فألقى موسى عصاه فتحوّلت ثعبانا ، وهي الحية الذكر كما قد بيّنت فيما مضى قبل من صفته وقوله مُبِينٌ يقول : يبين لفرعون والملأ من قومه أنه ثعبان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن أبي بكر بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس ، قوله فَأَلْقَى عَصَاهُ فإذَا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ يقول : مبين له خلق حية . وقوله : وَنَزَعَ يَدَه فإذَا هيَ بَيْضَاءُ يقول : وأخرج موسى يده من جيبه فإذا هي بيضاء تلمع للنّاظرِينَ لمن ينظر إليها ويراها .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثام بن عليّ ، قال : حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، قال : ارتفعت الحية في السماء قدر ميل ، ثم سفلت حتى صار رأس فرعون بين نابيها ، فجعلت تقول : يا موسى مرني بما شئت ، فجعل فرعون يقول : يا موسى أسألك بالذي أرسلك ، قال : فأخذه بطنه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءٖ مُّبِينٖ} (30)

وكان عند موسى عليه السلام من أمر الله تعالى ما لا يفزعه توعد فرعون فقال له موسى على جهة اللطف به والطمع في إيمانه { أولو جئتك بشيء مبين } يتضح لك معه صدقي ، أفكنت تسجنني{[8923]} .


[8923]:قال الزمخشري: {أو لو جئتك} واو الحال دخلت عليها همزة الاستفهام، ومعناه: أتفعل بي ذلك ولو جئتك بشيء مبين؟ وقال الحوفي: هي واو العطف دخلت عليها همزة الاستفهام للتقرير، والمعنى: أتسجنني حتى في هذه الحالة التي لا تناسب أن أسجن وأنا متلبس بها؟.