الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءٖ مُّبِينٖ} (30)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال} موسى: {أولو جئتك بشيء مبين} يعني: بأمر بين، يعني: اليد والعصا، يستبين لك أمري فتصدقني.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قال موسى لفرعون لما عرفه ربه، وأنه ربّ المشرق والمغرب، ودعاه إلى عبادته وإخلاص الألوهة له، وأجابه فرعون بقوله "لَئِنِ اتّخَذْتَ إلَهَا غَيْرِي لأَجْعَلَنّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ": أتجعلني من المسجونين "وَلَوْ جِئْتُكَ بشَيْءٍ مُبينٍ "يبين لك صدق ما أقول يا فرعون وحقيقة ما أدعوك إليه؟ وإنما قال ذلك له، لأن من أخلاق الناس السكون للإنصاف، والإجابة إلى الحقّ بعد البيان...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي ما يبين ربوبية الله وألوهيته، أو ما يبين أني رسول الله.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"أو لو جئتك بشئ مبين" يعني بمعجزة تدل على صحة ما ادعيته تبينني من غيري والمعنى: إن جئتك بشئ يدل على صدقي تحبسني؟!

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وكان عند موسى عليه السلام من أمر الله تعالى ما لا يفزعه توعد فرعون فقال له موسى على جهة اللطف به والطمع في إيمانه {أولو جئتك بشيء مبين} يتضح لك معه صدقي...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{قال} مدافعاً بالتي هي أحسن إرخاء للعنان، لإرادة البيان، حتى لا يبقى عذر لإنسان، رجاء النزوع عن الطغيان، والرجوع إلى الإيمان، لأن من العادة الجارية السكون إلى الإنصاف، والرجوع إلى الحق والاعتراف {أوَ لو} أي أتسجنني ولو {جئتك بشيء مبين} أي لرسالتي.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

لما رأى موسى من مكابرة فرعون عن الاعتراف بدلالة النظر مَا لا مطمع معه إلى الاسترسال في الاستدلال لأنه متعاممٍ عن الحق عدل موسى إلى إظهار آية من خوارق العادة دلالة على صدقه، وعرض عليه ذلك قبل وقوعه ليسد عليه منافذ ادعاء عدم الرضى بها.

واستفهمه استفهاماً مشوباً بإنكار واستغراب على تقدير عدم اجتزاء فرعون بالشيء المُبين، وأنه ساجنُه لا محالة إن لم يعترف بإلهية فرعون، قطعاً لمعذرته من قبل الوقوع. وهذا التقدير دلت عليه {لو} الوصلية التي هي لفرض حالة خاصة. فالواو في قوله: {أولو جئتك} واو الحال، والمستفهم عنه بالهمزة محذوف دل عليه أن الكلام جواب قول فرعون {لأجعلنك من المسجونين} [الشعراء: 29] والتقدير: أتجعلني من المسجونين والحال لو جئتك بشيء مبين...

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

كما تضمنت إشارة إلى أن الحكمة الإلهية اقتضت أن تسلح كل رسول بالمعجزة التي تثبت صدقه وصدق رسالته، حتى يستطيع أن يتحدى المعاندين الجاحدين بمعجزته، ويقنع الشاكين الباحثين عن الحق والحقيقة بدعوته: {قال أولو جئتك بشيء مبين}

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

رأينا في الآيات المتقدمة كيف حافظ موسى (عليه السلام) على تفوّقه من حيث المنطق على فرعون، وبيّن للحاضرين إلى أيّة درجة يعوّل مبدؤه على منطقه وعقله، وأن ادعاء فرعون واه وضعيف، فتارة يسخر من موسى، وتارةً يرميه بالجنون، وأخيراً يلجأ إلى التهديد بالسجن والإعدام!... وهنا يقلب موسى (عليه السلام) صفحة جديدة، فعليه أن يسلك طريقةً أخرى يخذل فيها فرعون ويعجزه. عليه أن يلجأ إلى القوّة أيضاً، القوّة الإلهية التي تنبع من الإعجاز، فالتفت إلى فرعون متحدّياً و (قال أو لو جئتك بشىء مبين)... وهنا وجد فرعون نفسه في طريق مغلق مسدود... لأن موسى (عليه السلام) أشارَ إلى خطّة جديدة! ولفت أنظار الحاضرين نحوه، إذ لو أراد فرعون أن لا يعتدّ بكلامه، لاعترض عليه الجميع ولقالوا: دعه ليرينا عمله المهم، فلو كان قادراً على ذلك فلنرى، ونعلم حينئذ أنّه لا يمكن الوقوف أمامه، وإلاّ فستنكشف مهزلته!! وعلى كل حال ليس من اليسير تجاوز كلام موسى ببساطة..