معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ} (66)

قوله تعالى : { إنا لمغرمون } قرأ أبو بكر عن عاصم { أئنا } بهمزتين ، وقرأ الآخرون على الخبر ، ومجاز الآية : فظللتم تفكهون وتقولون إنا لمغرمون . وقال مجاهد وعكرمة : لموقع بنا . وقال ابن عباس وقتادة : معذبون ، والغرام العذاب . وقال الضحاك وابن كيسان : غرمنا أموالنا وصار ما أنفقنا غرماً علينا ، والمغرم الذي ذهب ماله بغير عوض ، وهو قوله :{ بل نحن محرومون }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ} (66)

57

ولو وقع هذا لظل الناس يلونون الحديث وينوعونه يقولون : ( إنا لمغرمون ) : غارمون( بل نحن محرومون ) . .

ولكن فضل الله يمنحهم الثمر ، ويسمح للنبتة أن تتم دورتها ، وتكمل رحلتها ، وهي ذاتها الرحلة التي تقوم بها الخلية التي تمنى . . وهي صورة من صور الحياة التي تنشئها القدرة وترعاها .

فماذا في النشأة الأخرى من غرابة . وهذه هي النشأة الأولى ? . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ} (66)

وقوله : إنّا لَمُغْرَمُونَ اختلف أهل التأويل في معناه ، فقال بعضهم : إنا لموَلع بنا . ذكر من قال ذلك :

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : أخبرني الحسين بن واقد ، قال : ثني يزيد النحويّ ، عن عكرِمة ، في قول الله تعالى ذكره : إنّا لَمُغْرَمُونَ قال : إنا لمولَع بنا .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : قال مجاهد ، في قوله : إنّا لَمُغْرَمُونَ أي لمولع بنا .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : إنا لمعذّبون . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إنّا لَمَغْرَمُونَ : أي معذّبون وقال آخرون : بل معنى ذلك : إنا لملقون للشرّ . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد إنّا لَمُغْرَمُونَ قال : مُلْقون للشرّ .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معناه : إنا لمعذّبون ، وذلك أن الغرام عند العرب : العذاب ومنه قول الأعشى :

إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاما وَإنْ يُعْ *** طِ جَزِيلاً فإنّهُ لا يُبالي

يعني بقوله : يكن غراما : يكن عذابا . وفي الكلام متروك اكتفى بدلالة الكلام عليه ، وهو : فظلتم تفكهون «تقولون » إنا لمغرمون ، فترك تقولون من الكلام لما وصفنا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ} (66)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

وقلتم {إنا لمغرمون} يعني إنا لمولع بنا الغُرم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إنّا لَمُغْرَمُونَ" اختلف أهل التأويل في معناه؛

فقال بعضهم: إنا لموَلع بنا...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنا لمعذّبون..

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنا لملقون للشرّ.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: إنا لمعذّبون، وذلك أن الغرام عند العرب: العذاب.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... لكنه من الغرم الظاهر لأن مرتجعه خسران في ماله أو هلاك تلحقه الغرامة لما يحتاج إلى غيره. وأصله: كأنه يقول، والله أعلم، لو جعله حطاما يابسا لا تنتفعون به ظلتم تقولون: {إنا لمغرمون}.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(إنا لمغرمون) المغرم: الذي ذهب ماله بغير عوض عنه. وأصله ذهاب المال بغير عوض، فمنه الغريم لذهاب ماله بالاحتباس على المدين من غير عوض منه في الاحتباس، والغارم الذي عليه الدين الذي يطالبه به الغريم. ومنه قوله (ان عذابها كان غراما) أي ملحا دائما كإلحاح الغريم.ومن قرأ (أإنا لمغرمون) على الاستفهام حمل على أنهم يقرعون ويقولون منكرين. أإنا لمغرمون؟! ومن قرأ على الخبر حمله على أنهم مخبرون بذلك عن انفسهم. ثم يستدركون فيقولون لا (بل نحن محرومون).

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وأصل الغرم والغرام لزوم المكروه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما ذكر تفكههم، وكان التفكه يطلق على ما ذكر من التعجب والتندم وعلى التنعم، قال الكسائي: هو من الأضداد، تقول العرب: تفكهت أي تنعمت، وتفكهت، أي حزنت، بين المراد بقوله حكاية لتفكههم: {إنا} وأكد إعلاماً بشدة بأسهم فقال {لمغرمون} أي مولع بنا وملازمون بشر دائم وعذاب وهلاك لهلاك رزقنا، أو مكرمون بغرامة ما أنفقنا ولم ينتفع به، وقراءة أبي بكر عن عاصم بالاستفهام لإنكار هذا الواقع والاستعظام له والتعجب منه، وهي منبهة على أنهم لشدة اضطرابهم من ذلك الحادث مذبذبون تارة يجزمون باليأس والشر وتارة يشكون فيه وينسبون الأمر إلى سوء تصرفهم، وعليه يدل إضرابهم: {بل نحن...}