الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ} (66)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

وقلتم {إنا لمغرمون} يعني إنا لمولع بنا الغُرم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إنّا لَمُغْرَمُونَ" اختلف أهل التأويل في معناه؛

فقال بعضهم: إنا لموَلع بنا...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنا لمعذّبون..

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنا لملقون للشرّ.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: إنا لمعذّبون، وذلك أن الغرام عند العرب: العذاب.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... لكنه من الغرم الظاهر لأن مرتجعه خسران في ماله أو هلاك تلحقه الغرامة لما يحتاج إلى غيره. وأصله: كأنه يقول، والله أعلم، لو جعله حطاما يابسا لا تنتفعون به ظلتم تقولون: {إنا لمغرمون}.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

(إنا لمغرمون) المغرم: الذي ذهب ماله بغير عوض عنه. وأصله ذهاب المال بغير عوض، فمنه الغريم لذهاب ماله بالاحتباس على المدين من غير عوض منه في الاحتباس، والغارم الذي عليه الدين الذي يطالبه به الغريم. ومنه قوله (ان عذابها كان غراما) أي ملحا دائما كإلحاح الغريم.ومن قرأ (أإنا لمغرمون) على الاستفهام حمل على أنهم يقرعون ويقولون منكرين. أإنا لمغرمون؟! ومن قرأ على الخبر حمله على أنهم مخبرون بذلك عن انفسهم. ثم يستدركون فيقولون لا (بل نحن محرومون).

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وأصل الغرم والغرام لزوم المكروه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما ذكر تفكههم، وكان التفكه يطلق على ما ذكر من التعجب والتندم وعلى التنعم، قال الكسائي: هو من الأضداد، تقول العرب: تفكهت أي تنعمت، وتفكهت، أي حزنت، بين المراد بقوله حكاية لتفكههم: {إنا} وأكد إعلاماً بشدة بأسهم فقال {لمغرمون} أي مولع بنا وملازمون بشر دائم وعذاب وهلاك لهلاك رزقنا، أو مكرمون بغرامة ما أنفقنا ولم ينتفع به، وقراءة أبي بكر عن عاصم بالاستفهام لإنكار هذا الواقع والاستعظام له والتعجب منه، وهي منبهة على أنهم لشدة اضطرابهم من ذلك الحادث مذبذبون تارة يجزمون باليأس والشر وتارة يشكون فيه وينسبون الأمر إلى سوء تصرفهم، وعليه يدل إضرابهم: {بل نحن...}