معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

{ قالوا } يعني المنكرين : { تلك إذاً كرة خاسرة } رجعة خائبة ، يعني إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا بعد الموت .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

{ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } أي : استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة ، جهلا [ منهم ] بقدرة الله ، وتجرؤا عليه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

وأما قولهم : { تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } فقال محمد بن كعب : قالت قريش : لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرن .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

قالوا تِلكَ إذا كَرّةٌ خاسِرَةٌ يقول جلّ ثناؤه عن قيل هؤلاء المكذّبين بالبعث ، قالوا : تلك ، يعنون تلك الرجعة ، أحياء بعد الممات ، إذا : يعنون الاَن كرّة ، يعنون رَجْعة خاسرة ، يعنون غابنة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إذا كَرّةٌ خاسِرَةٌ : أي رَجْعة خاسرة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : تِلكَ إذا كَرّةٌ خاسِرَةٌ . قال : وأيّ كرّة أخسر منها ، أحيوا ثم صاروا إلى النار ، فكانت كرّة سوء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

ذكر الله تعالى عنهم قولهم : { تلك إذاً كرة خاسرة } وذلك أنهم لتكذيبهم بالبعث ، وإنكارهم ، قالوا : لو كان هذا حقاً ، لكانت كرتنا ورجعتنا خاسرة وذلك لهم إذ هي النار ، وقال الحسن : { خاسرة } معناه : كاذبة أي ليست بكائنة ، وروي أن بعض صناديد مكة قال ذلك .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

{ قالوا } بدل اشتمال من جملة { يقولون أئنا لمردودون في الحافرة } [ النازعات : 10 ] .

وأعيد فعل القول لمقاصد منها الدلالة على أن قولهم هذا في غرض آخر غير القول الأول فالقول الأول قصدهم منه الإِنكار والإِبطال ، والقول الثاني قصدوا منه الاستهزاء والتورك لأنهم لا يؤمنون بتلك الكرة فوصفهم إيّاها ب { خاسرة } من باب الفرض و التقدير ، أي لو حصلت كرّة لكانت خاسرة ومنها دفع توهم أن تكون جملة { تلك إذن كرة خاسرة } استئنافاً من جانب الله تعالى .

وعبر عن قولهم هذا بصيغة الماضي دون المضارع على عكس { يقولون أئنا لمرددون في الحافرة } [ النازعات : 10 ] لأن هذه المقالة قالوها استهزاء فليست مما يتكرر منهم بخلاف قولهم : { أئنا لمردودون في الحافرة } فإنه حجة ناهضة في زعمهم ، فهذا مما يتكرر منهم في كل مقام . وبذلك لم يكن المقصود التعجِيبَ من قولهم هذا لأن التعجيب يقتضي الإِنكار وكون كُرَّتهم ، أي عودتهم إلى الحياة عودةً خاسرة أمر محقق لا ينكر لأنهم يعودون إلى الحياة خاسرين لا محالة .

وتلك } إشارة إلى الرَّدة المستفادة من { مردودون } والإِشارة إليه باسم الإِشارة للمؤنث للإِخبار عنه ب { كرة } .

و ( إذَنْ ) جواب للكلام المتقدم ، والتقدير : إذن تلك كرة خاسرة ، فقدم { تلك } على حرف الجواب للعناية بالإِشارة .

والكرة : الواحدة من الكرّ ، وهو الرجوع بعد الذهاب ، أي رجْعة .

والخسران : أصله نقص مال التجارة التي هي لطلب الربح ، أي زيادة المال فاستعير هنا لمصادفة المكروه غير المتوقع .

ووصف الكرّة بالخاسرة مجاز عقلي للمبالغة لأن الخاسر أصحابها . والمعنى : إنا إذن خاسرون لتكذيبنا وتبيُّن صدق الذي أنذرنا بتلك الرجعة .