اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُواْ تِلۡكَ إِذٗا كَرَّةٌ خَاسِرَةٞ} (12)

قوله تعالى : { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } .

«تلك » مبتدأ بها إلى الرَّجفةِ والردة في الحافرة ، و «كَرَّةٌ » خبرها ، و «خاسرة » صفة ، أي : ذاتُ خسرانٍ ، أو أسند إليها الخسار مجازاً والمراد أصحابُها ، والمعنى : إن كان رجوعنا إلى القيامة حقاً ، فتلك الرجعة رجعة خاسرة [ خائبة ]{[59254]} ، وهذا أفادته «إذن » فإنها حرف جواب وجزاء عند الجمهور .

وقيل : قد لا تكون جواباً .

وعن الحسن : أن «خاسرة » بمعنى كاذبة ، أي : ليست كائنة{[59255]} .

وقال الربيع بن أنس : خاسرةٌ على من كذَّب بها{[59256]} .

وقيل : كَرَّةُ خُسران ، والمعنى : أهْلُهَا خاسرون ، كقولك : تِجَارةٌ رابحةٌ ، أي : يَرْبَحُ صاحبها .

وقال قتادة ومحمد بن كعب أي : لئن رجعنا أحياءً بعد الموت لنحشرن بالنَّار ، وإنَّما قالوا هذا لأنَّهُم أوعدُوا بالنار{[59257]} ، و«الكَرُّ » : «الرجوع » ، يقال : كرَّهُ ، وكَرَّ بنفسه ، يتعدى ولا يتعدَّى .

والكَرَّةُ : المرَّةُ ، الجمع : الكرَّات .


[59254]:سقط من ب.
[59255]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/129).
[59256]:ينظر المصدر السابق.
[59257]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/196)، وينظر المصدر السابق.