معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (62)

قوله تعالى : { قال } موسى ثقة بوعد الله إياه : { كلا } لن يدركونا ، { إن معي ربي سيهدين } يدلني على طريق النجاة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (62)

ف { قَالَ } موسى ، مثبتا لهم ، ومخبرا لهم بوعد ربه الصادق : { كُلا } أي : ليس الأمر كما ذكرتم ، أنكم مدركون ، { إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } لما فيه نجاتي ونجاتكم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (62)

10

ولكن موسى الذي تلقى الوحي من ربه ، لا يشك لحظة وملء قلبه الثقة بربه ، واليقين بعونه ، والتأكد من النجاة ، وإن كان لا يدري كيف تكون . فهي لا بد كائنة والله هو الذي يوجهه ويرعاه .

( قال : كلا إن معي ربي سيهدين ) .

كلا . في شدة وتوكيد . كلا لن نكون مدركين . كلا لن نكون هالكين . كلا لن نكون مفتونين . كلا لن نكون ضائعين ( كلا إن معي ربي سيهدين )بهذا الجزم والتأكيد واليقين .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (62)

{ كَلاَّ } ردع . وتقدم في سورة مريم ( 79 ) { كلا سنكتب ما يقول } ردع به موسى ظنهم أنهم يدركهم فرعون ، وعلَّل رَدْعهم عن ذلك بجملة : { إن معي ربي سيهدين } .

وإسناد المعية إلى الرب في { إن معي ربي } على معنى مصاحبة لطف الله به وعنايته بتقدير أسباب نجاته من عدوه . وذلك أن موسى واثق بأن الله منجيه لقوله تعالى : { إنّا معكم مستَمعون } [ الشعراء : 15 ] ، وقوله : { اسْرِ بعبادي إنكم مُتَّبعون } [ الشعراء : 52 ] كما تقدم آنفاً أنه وعد بضمان النجاة .

وجملة : { سيهدين } مستأنفة أو حال من { ربّي } . ولا يضر وجود حرف الاستقبال لأن الحال مقدرة كما في قوله تعالى حكاية عن إبراهيم { قال إني ذاهب إلى ربّي سَيَهْدِين } [ الصافات : 99 ] . والمعنى : أنه سيبيّن لي سبيل سلامتنا من فرعون وجنده . واقتصر موسى على نفسه في قوله : { إن معي ربي سيهدين } لأنهم لم يكونوا عالمين بما ضَمن الله له من معيّة العناية فإذا علموا ذلك علموا أن هدايته تنفعهم لأنه قائدهم والمرسل لفائدتهم .