فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ} (62)

قال موسى زجرا لهم وردعا { كلا } يعني أنهم لا يدركونهم ، وذكرهم وعد الله بالهداية والخلاص ، والظفر بقوله :

{ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي } بالنصر { سَيَهْدِينِ } أي سيدلني على طريق النجاة . عن أبي موسى ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن موسى لما أراد أن يسير ببني إسرائيل أضل الطريق فقال لبني إسرائيل ما هذا ؟ فقال له علماء بني إسرائيل : عن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا أن لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا ، فقال لهم موسى أيكم يدري أين قبره ؟ فقالوا ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل ، فأرسل إليها موسى فقال : دلينا على قبر يوسف ، فقالت لا والله ، حتى تعطيني حكمي ، قال : وما حكمك ؟ قالت : أن أكون معك في الجنة فكأنه ثقل عليه ذل فقيل له : أعطها حكمها فأعطاها حكمها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم ، انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت : احفروا ، فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار فلما عظم البلاء على بني إسرائيل ورأوا من الجيوش ما لا طاقة لهم به ، أمر الله سبحانه موسى أن يضرب البحر بعصاه وذلك قوله :

{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ }